الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

عندما يقدّم "الناشطون" الهدايا للأحزاب والعائلات!

المصدر: "النهار"
ثورة 17 تشرين (أرشيف "النهار").
ثورة 17 تشرين (أرشيف "النهار").
A+ A-
ر.ع.

كان من الواضح ان الشراهة الزائدة للترشح للانتخابات النيابية أصابت اعداداً كبيرة من الناشطين والطامحين لحجز مقاعد في البرلمان للعمل في الحقل العام سواء من قوى السلطة او من الشابات والشبان الذين انطلقوا في صفوف المجتمع المدني ونزلوا الى الساحات منذ الايام الاولى للانتفاضة بعد ان اعلنوا في بدايات انتفاضة " 17 تشرين" انهم سينضوون في لوائح موحدة في وجه لوائح السلطة والاحزاب والعائلات التقليدية الممثلة في المجلس. وعندما حان موعد الحساب على بيدر الترشيحات لم تقدر منصات المعارضة وجمعياتها ان تكون على قلب واحد حيث وقعت في المحظور عند لحظة اسقاط الاسماء على لوائحها  ودبت الخلافات في صفوفها في اكثر من دائرة على عكس حال الماكينات الحزبية المنضبطة  ولو شابت الاخيرة بعض الاستقالات. وعندما يعترض كادر حزبي يرغب في الترشح خلافاً لقرار قيادة حزبه او بالاحرى القفز فوق ارادة رئيسه يكون مصيره الطرد اذا لم يلتزم بقرارت الزعيم.

ومن غير المستغرب في المجتمع اللبناني غير المتماسك في الاصل هو وقوع اكثر من جمعية او ناشطين في المجتمع المدني في سيل من الخلافات عند حسم اسماء  المرشحين النهائيين على اللوائح التي لم يتبلور قسم منها بعد الى منتصف ليل الاثنين المقبل موعد قفل باب تسجيل اللوائح في وزارة الداخلية. وثمة امثلة عدة وفي اكثر من دائرة دلّت على افتراق "العشاق" في المجتمع المدني ومن دون تعميم هذه الحالة على الجميع  وكل الدوائر. في دائرتي الجنوب الثانية والثالثة نجحت قوى المعارضة والى حد كبير في توحيد صفوفها بغض النظر عن النتائج التي يمكن تحققها.

وكان من الملاحظ ان البون كان شاسعاً بين وجوه حزبية يسارية عتيقة عاصرت "الحركة الوطنية" واصطدمت اليوم مع طروحات وجوه شابة لم تؤد مشاورات الطرفين او الجيلين طوال الايام الاخيرة الى جمع اكثر من لائحة. ودبت الخلافات داخل المجموعة الواحدة لعدم توصلها الى وضع المعايير المطلوبة لمواجهة لوائح حزبية مجربة، الامر الذي أوقع  الساعين الى التغيير في بحر من الخلافات وتبادل الاتهامات. ولم يحسن الناشطون استغلال اخفاقات أهل السلطة والحكومات رغم كل هذه الانهيارات المالية والمعيشية.
 
ويشكو حزبيون مخضرمون من اعتراضهم على ما وصل اليه الناشطون "الذين لم يتوحدوا كما يجب". ولم يخفوا في الوقت نفسه ارتياحهم بتوحد المعارضة في دائرة الشمال الثالثة قدر الامكان  في تجربة ائتلاف "شمالنا" على عكس حالات انقسامية تشهد موجات من الاعتراضات في  دائرتي بيروت الاولى والثانية وصولا الى زحلة والبقاعين الغربي  والشمالي وعكار ودوائر اخرى تشهد انقسامات في بيوت المعارضين المشرعة على اكثر من رأي وتوجه لن يخدمهم في 15 ايار المقبل.

ويختصر متابعون اخفاقات المعارضة التي تتمثل في: قلة النضج السياسي ومن دون تعميم بالطبع، حالة الايغو المرتفعة عند الكثيرين وعدم االقدرة على التوصل الى قرار واحد. مع الاشارة الى ان وجوهاً ناشطة عملت على توحيد صفوف المعارضة وانسحاب مرشحين  ليس خوفا من المواجهة انما من زاوية عدم تشتت اصوات المعارضة وتقديم هدايا مجانية  للوائح للاحزاب. 

ويبقى ان حالة الظهور والحلول في الصف الاول "فيروس سياسي" لبناني مغروس في نفوس ناشطين كثيريين- زائد الحزبيين ايضاً- يعملون في الحقل ويهرعون نحو تصدر الشاشات والساحات والمنابر للفوز بالمقاعد النيابية ولو تمت التضحية بأفواج كبيرة من  الذين نزلوا الى الشارع وهم ينشدون حصول تغيير حقيقي لا يزال بعيد المنال!
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم