لبنان: "لعبة" الانتظار أو الطريق السريع للانهيار

يتسارع مسار الانهيار الحامل لانفجار اجتماعي خطير، حذر منه كثيرون مرارا، فيما تعيش المؤسسة السياسية الحاكمة، في ظل استفحال الازمة، حالة من نكران لهذا الواقع ولتداعياته الكارثية على الجميع. وسط هذا الوضع المأسوي نشهد "حرب" المواقف الحادة بين اطراف هذه المؤسسة وتبادل الاتهامات والتصريحات الشعبوية التي تحمّل الآخر، الشريك في السلطة، خصماً يوما وحليفاً يوما آخر، مسؤولية ما آلت اليه الاوضاع. في ظل حروب التفسيرات الدستورية، يعيش المواطن اللبناني ايا كان انتماؤه السياسي او الديني او المذهبي او المناطقي في حالة من المهانة اليومية بحثاً عن القوت والدواء له ولاسرته في حاضر قاتم ومستقبل مفقود اذا ما استمرت الامور على ما هي. حالة النكران هذه عند المؤسسة السياسية الحاكمة تبرز ايضا في لعبة عض الاصابع، كل يراهن على قبول الآخر، خصم اليوم، لشروطه لوقف الانهيار .كما يراهن كثيرون من هؤلاء على الخارج، وهي سمة مستقرة في السياسة اللبنانية: على انتصار "الحليف" او"الصديق" في الصراعات الاقليمية الدائرة، او حصول تفاهمات لمصلحة الطرف اللبناني المعني تترجم سياسيا في الصراع الداخلي المحتدم....