القضاء وناديه يدقّان ناقوس الخطر: إن انهار زال الكيان

الصرخة التي أطلقها نادي قضاة لبنان تُظهر الوطأة التي يرزح تحتها القضاة في لبنان، وأبت عزّة النفس التصويب عليها في الأزمة المعيشية المرة التي ضربت لبنان منذ أشهر وتستمر بأقسى وأقسى. ولا حياة لمن تنادي من المسؤولين المعنيين، وكلهم معنيون، فيما أولوياتهم فتح أتون المعركة الانتخابية لتحصيل نائب جديد من هنا أو من هناك رغم المرارة التي يعانيها المواطنون، والقضاة من بينهم، بخلاف حسابات المسؤولين في البلاد التي تعيش ديموقراطية حقيقية تتطلع إلى مصلحتهم، وتكون المرتكز لفوز النائب المسمى ممثل الشعب وليس كحال شعب لبنان الذي يعيش النقيض والأمرّين بلا كهرباء ولا ماء واختصار في المأكل. لقد دهم الفقر المنازل والشوارع والساحات  فيما الطبقة السياسية تعيش في الأعالي مع "الفريش دولار" غير آبهة لأيّ ظروف صعبة يعيشها هذا المواطن وكيف يمضي القاضي الوقت الصعب في مكتبه كي يتمكّن من القيام بواجبه سواء بلا ورقة هامش أو قلم، وبلا كهرباء ساعات الدوام، وراتب متقهقر بتقهقر العملة الوطنية، أو كيف يؤمّن معيشة عائلته وأولاد في عنقه، فيما مذلة صرف المليار ويزيد في شهر على بطون الدعم والتهريب. إنه منظر البؤس والوجوه المرهقة في قصر العدل وأروقته من المتقاضي اللاهث وراء العدالة...