الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

ما أصاب لبنان ارتدادات... جمعة لـ"النهار": نحن على فوالق ناشطة والإرشادات ضرورية

المصدر: "النهار"
تداعيات الزلزال الذي وقع على الحدود التركية - السورية.
تداعيات الزلزال الذي وقع على الحدود التركية - السورية.
A+ A-
"نحن في لبنان بخطر دائم نتيجة وقوع لبنان على فوالق خطيرة وناشطة بشكل دائم. وعدم حدوث أي هزات او زلازل في لبنان منذ سنين طويلة لا يعني أننا بأمان، وبالتالي، لا احد يستطيع أن يعرف متى يمكن ان يقع الزلزال". هكذا يلخص رشيد جمعة المسؤول عن شبكة الرصد الزلزالي في المركز الوطني للجيوفيزياء التابع للمجلس الوطني للبحوث العلمية، صورة ما حصل منذ فجر اليوم.
 
جمعة، تحدث لـ"النهار" عما جرى في لبنان أمس، وعن الـ40 ثانية التي أصيب بها المواطنون بالهلع.
ويقول: "بداية، معلوم أن هناك فوالق زلزالية خطرة وناشطة تمرّ في لبنان منذ زمن. تاريخياً، تعرض لبنان لزلازل مدمّرة، وعلمياً هذه الزلازل تتجدد، لكن لا يمكن معرفة توقيت وقوعها. دورنا مراقبة النشاط الزلزالي وتحديد خطره وتحديد الفوالق وقوة الهزة التي يمكن للفالق أن ينتجها".
ويضيف: "موقع لبنان الجغرافي يجعله على صفيح ساخن من الفوالق. هناك فالق يمرّ عبر لبنان يفصل بين الصفيحة العربية شرقاً والصفيحة الإفريقية غرباً، وهو ينطلق من البحر الميت، مرورا بفلسطين ولبنان إلى سوريا ويصل ليصطدم بالفالق التركي كما حصل أمس. وهذا الفالق يتحرك اليوم".
 
تاريخياً، شهد لبنان زلازل مدمّرة أبرزها كان في تموز من سنة 551 وهو زلزال دمّر بيروت على الفالق البحري أعقبه تسونامي جرف الناس معه على طول الساحل وكانت قوته 7,2 على مقياس ريختر. وفي العام 1202 ضرب زلزال عبر فالق اليمّونة بقوة 7,5. وفي عام 1759 ضرب زلزالان عبر فالقَيْ راشيا وسرغايا بفارق شهر واحد فقط الأول بقوة 6,6 والثاني 7,2 على مقياس ريختر. وفي عام 1956، الحق فالق روم أضراراً كبيرة وخسائر في الأرواح. علماً بحسب الخبراء، لبنان يتفرعّ الى خمسة فوالق هي: اليمونة وروم وراشيا وسرغايا وحاصبيا.
 
 
 
وفي السياق، يقول جمعة: "هناك فوالق تنتج هزات مدمّرة، ونتحدث هنا عن قوة تفوق معدّل 6،5 درجات". ويوضح جمعة أن "الحديث عن قوة الهزة يكون في موقع حدوثها، وما شهدناه في لبنان ليس إلا ارتدادات، والحديث عن اننا شهدنا في لبنان هزة بقوة تصل إلى خمس درجات غير علمي. والواقع أننا شهدنا أمس هزة على الحدود التركية السورية بقوة 7،8 درجات على مقياس ريختر، شعر بها سكان لبنان".
 
ويشير إلى أن حركة الفوالق على الكرة الأرضية دائمة، نتيجة ضغوطات موجودة في الأرض. وفي التوقعات، يلفت إلى أنه نتيجة الهزة الكبيرة التي وقعت في تركيا فإن الهزات الارتدادية ستستمر عدة أيام، وتم تسجيل في المرصد الكثير من هذه الهزات حتى الساعة، وهذا أمر طبيعي، خصوصاً أنّ مثل هذه الهزة لم نشهدها من قبل، إذ أن الهزة الأخيرة التي حصلت في تركيا وصُنّفت على أنها قوية كانت عام 1999 بنسبة 7،2 على مقياس ريختر، بينما ما شهدناه اليوم هو "أضعاف الأضعاف".
 
ويقول رداً على سؤال: "لا يمكن التنبؤ أو معرفة متى يقع الزلزال، لا في لبنان ولا في أي بلد في العالم، جلّ ما يمكن التنبيه إليه في هذا الإطار هو تنفيذ خطة توعية لمعرفة كيفية التصرف مع الزلازل والخروج بأقل خسائر ممكنة".
 
إشارة إلى أن خبيراً هولندياً توقع منذ أيام وقوع زلزال في تركيا وتطال تداعياته كل من الأردن وسوريا ولبنان.
 
 
 
وفي ما خص التداعيات، بعث جمعة رسالة مطمئنة أن لا داعي للخوف نتيجة الارتدادات التي تحصل طالما السكان يقطنون في مبان صالحة ومتينة، أمّا بخصوص الأبنية المهترئة والمتصدعة فهذا أمر آخر، مشدداً على ضرورة تعميم الوعي بهذا الخصوص وخصوصاً في المدارس.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم