دور الانتماء القومي في بناء الأوطان

سامي سليم حاويبئس القدر الذي ابتلانا بكم يا أصحاب المعالي والسيادة والمقامات الرفيعة.وأيّ بلاء كهذا البلاء الذي أحالنا إلى بقيّة من رمة، وإلى أشلاء مُبعثرة على ضفاف الاحتضار.لقد تمنطقتم بالجشع والعنجهية والأوتوقراطية، وعلى نحو قد ارتجّ عبره رفات نيرون في لحده، غيظاً وغيرةً وحسداً منكم.وهل هكذا تردون العطاء والأريحية، ومد يد المساعدة لمُواطنيكم أيها الولاة والآغاوات والمشايخ، بعدما أرغمتموهم على تجرع كؤوس الفاقة والإذلال والمهابة، وألقيتم بهم على أرصفة تسوّل الرغيف وحبة الدواء وقطرات الوقود، وتسببتم دون سواكم بسرقة مدّخراتهم وبهجراتهم المتتالية إلى مشارق الأرض ومغاربها، وخاصة منها تلك الهجرات المشؤومة، التي باتت تُعرف بهجرات زوارق الموت.ولا يعتقدنّ أحد منكم – كائناً من كان – بأننا لم نكن على يقين ومعرفة بوفرة وقودكم التي تتدفق كأفواه القرب في منازلكم وكلما شئتم، وبطائلة أموالكم التي اقتنصتموها كيفما اتفق، والتي كادت تنوء تحت طفرتها مصارف الشرق والغرب على حد سواء.وفاتكم أيها السادة الاستخفاف بمصائركم...