الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

مؤلف "بطلوع الروح" لـ"النهار": العمل جرس إنذار لوجود "داعش"

المصدر: لمياء علي- "النهار"
بطلوع الروح
بطلوع الروح
A+ A-
حقَّق مسلسل"بطلوع الروح" للنجمتَين إلهام شاهين ومنّة شلبي، نجاحاً كبيراً بالرغم من انتفاضة البعض ضدّه عبر السوشيل ميديا قبل عرضه.
 
"النهار" تواصلت مع مؤلف العمل محمد هشام عبية، فأكّد أنّه: "سعيد جداً بكلّ ما حقّقه العمل من ردود أفعال إيجابية حتى الآن"، معلناً أنّه استوحى قصّته من تحقيق صحافيّ، ومضيفاً "كنت دائماً منشغلاً بفكرة "داعش"، وكيف ظهرت في المَنطِقة، وكيف ينضم إليهم الناس، خاصةً هؤلاء الذين ينتمون إلى طبقات اجتماعيّة عليا، ومتعلّمين ومثقّفين، أو حتى أجانب ويعيشون في دول أجنبية".

وأضاف: "وجدت تحقيقاً صحافيّاً يعود إلى العام 2017، في صحيفة "الشرق الأوسط"، في شهر أيلول الماضي، يتحدّث عن المخيمات التي تضمّ زوجات الدواعش، ممّن تمّ القبض عليهم، بعد انهيار التنظيم في العام 2017، وهذه المخيمات تمثّل خطراً كبيراً، لأن ساكنيها ينتمون إلى 60 دولة، وكلّ الدول ترفض استردادهم لاعتبارهم إرهابيّين".
يُشدّد محمد على أنّه استوحى "القصة ذاتها مِمّا روته إحدى السيدات المصريات، التي تحدّثت خلال التحقيق الصحافيّ، وقالت إنّها ذهبت إلى الرقّة السورية رغماً عنها، مع زوجها وأولادها، وتوفّي الزوج وباتت موجودة في داخل المخيم، ولا تعرف كيف تعود إلى مصر. كذلك استعنّا بأكثر من مئة مرجع وأفلام وثائقيّة وتحقيقات استقصائية وإنتاجات من داخل "داعش"، سواء من تلك التي تمّ تصويرها بشكل سريّ أو التي كانت من الإنتاجات الفنيّة الخاصّة بهم".

وتابع عبية قائلاً: "كنت أعلم جيّداً أنّ العمل وقصّته سيُثيران الجدل، ولكن لم أتخيّل أن يتطوّر الأمر إلى مرحلة التكفير والاتهامات بالإلحاد، مثل الهجوم الذي وقع على الفنّانة إلهام شاهين بسبب موقفها الانتفاضي دوماً ضدّ الجماعات المتطرّفة، ولذلك استهدفوها بالهجوم".

وأضاف المؤلف: "هذه الحالة تراجعت بعد عرض المسلسل، لأنّ العمل لا يناقش الأمور الدينيّة، ولكن يهتمّ بنظيرتها الإنسانية. وحاولنا استعراض الجانب الإنساني من الدواعش، وكيفية تحولّهم من أشخاص عاديين إلى أشخاص يحبّون القتل والعنف"، موضحاً بأنّه ليس في "خصومة مع أحد، بل نبحث عن سرّ التحوّل، والعمل هو صراع فكريّ بين الطبيعة البشرية التي تكره القتل وما يفعله الداعشيّون والجماعات المتطرّفة من قتل وجرائم وحشية".

واستطرد قائلاً: "رسالة العمل بكلّ بساطة هي توضيح كيفيّة تجنيد النّاس داخل "داعش"، وبمثابة تقدير لمدينة الرقّة السورية، التي صمدت كلّ تلك الفترة على جرائم "داعش"، وكلّ ذلك الوقت العصيب تحت سيطرة التنظيم، كما أنّ المسلسل كشف عمّا جرى بسبب "داعش"، وهو تحذير من أنّهم موجودون فكريّاً لا في الدولة فقط، فهو صرخة وجرس إنذار بأنه لا يزال موجوداً واحذروا".

وعن صعوبات التصوير، قال عبية: "واجهتنا صعوبات عِدّة، أوّلها على مستوى الكتابة بأن تكون الأحداث دقيقة وصادقة وحقيقيّة، واخترنا أن يكون العمل من الجانب الإنساني، وركّزنا على البحث والتحقيقات الاستقصائية، وشاهدنا فيديوات كثيرة، فهو العمل الوحيد والأول الذي ناقش حرب مدينة الرقة السورية، التي استمرت حتى تشرين الأول من العام 2017، حتى انتهت "دولة الخلافة"، ناهيك بالصعوبات التي واجهتنا بسبب الطقس في لبنان عندما مرّ بأسوأ موجة برد فتعطّل التصوير، إضافةً إلى أن بطلي العمل أحمد السعدني ومنة شلبي أصيبا بكورونا إبّان التصوير، وانتهى الأمر باختطاف محاسب العمل".

وردّ عبية على منتقدي مشهد الجلد الذي جسّدته الفنانة إلهام شاهين، قائلاً: "نُقدّم عملاً مستوحى من الواقع، ولكن ليس بالضرورة أن يكون كلّ ما حدث واقعياً. وأندهش أنّنا في القرن الحادي والعشرين، ونتناقش في مسألة وطريقة الجلد الصحيحة، لكنّها حالياً لا تصلح ولا يمكن قبولها".
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم