اشترِك في نشرتنا الإخبارية
بعد تجارب علميّة، اكتشف العلماء دواء يبطئ انتشار مرض الزهايمر، في لحظة وُصفت بالـ "التاريخيّة"، وأكّدت شركتا الأدوية "Eisai" و"Biogen"، أنّ الدواء فعال حين يُستخدم في المراحل المبكرة من تفشي المرض.
لم تُنشر التفاصيل الكاملة للتجربة، لكن مع البيانات الموجودة يتأمّل العلماء أنّ هذا الاكتشاف سيقلب المعايير، وسيعطي أملاً بالشفاء، كما أظهرت التجربة أنه هذا الدواء يبطئ وتيرة تدهور الدماغ المصاب بالألزهيمر، وفقاً لدراسة نشرتها شبكة "بي بي سي".
كيف يعمل الدواء؟
يهدف الدواء "lecanemab" إلى إزالة كتل بروتينات "بيتا أميلويد" السامة التي تتراكم في أدمغة الأشخاص المصابين بمرض الألزهايمر.
وحينما فشلت العشرات من تجارب الأدوية السابقة، أدّى ذلك إلى تساؤلات حول ما إذا كان الأميلويد هو سبب المرض الخبيث.
في التجربة، تم حقن 1795 متطوعًا في المراحل المبكرة من مرض الألزهايمر بـ "lecanemab" كل أسبوعين، وتم اختبار ذاكرتهم وخفة حركتهم العقلية بانتظام.
وقالت شركات الأدوية إن وتيرة التدهور المعرفي قد انخفضت بنسبة 27 في المئة على مدار 18 شهرًا، مقارنة بالأشخاص الذين أعطوا علاجًا وهميًا، كما أظهرت انخفاض مستويات البروتين السام في الدماغ.
وشملت الآثار الجانبية للدواء تورم الرأس والصداع.
ولن يعمل الدواء مع أشكال أخرى من الخرف غير الألزهايمر.
"مشجع حقًا"
واعتبر ميشيل فوناتسوس الرئيس التنفيذي لشركة "Biogen" أنّ "هذا الاكتشاف يمنح المرضى وعائلاتهم بصيص أمل، في حال تمت الموافقة عليه، بإمكانه أن يبطئ من تطور مرض الأزهايمر.
تتقدم الشركات الآن للحصول على الموافقة التنظيمية للدواء الذي سيتم تقديمه في الولايات المتحدة وأوروبا واليابان.
وقالت الدكتورة سوزان كولهاس، مديرة الأبحاث في مركز أبحاث الأزهايمر في المملكة المتحدة، إنها "لحظة تاريخية لأبحاث الخرف" لأنها كانت أول تجربة سريرية كبيرة "في جيل كامل لإبطاء التدهور المعرفي بنجاح".
وقال البروفيسور جون هاردي من كلية لندن الجامعية، إن النتائج كانت "مشجعة حقًا" و"تبدو وكأنها أول تجربة إيجابية تؤدي إلى تقدّم في مرض الزهايمر".
ولفت إلى "النتائج تبدو متواضعة لكنها حقيقية، هذه ليست نهاية المرض لكن من الممكن أن تكون بدايته".
'نتيجة ايجابية'
وأعلنت نفس الشركات سابقًا عن دواء aducanumab لمرض الأزهايمر، لكن حين أطلق في الولايات المتحدة تعرّض لانتقادات واسعة، كما أنّ الاتحاد الأوروبي رفضه بسبب شكوك نسبة نجاحه.
وتبدو البيانات الأولية للدواء الأخير، أي "lecanemab،" أكثر وضوحًا، ومن المتوقع الكشف عن التفاصيل الكاملة حتى تشرين الثاني.
بدوره، قال البروفيسور روب هوارد أستاذ الطب النفسي للمسنين في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس: "هذه نتيجة إيجابية بشكل لا لبس فيه وتمثل شيئًا من لحظة تاريخية، عندما نرى أول تعديل مقنع لمرض الزهايمر، الله أعلم، لقد انتظرنا ما يكفي لهذا."
