الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

ضوء في آخر النفق... متحوّر "أوميكرون": ماذا لو كان ظهوره خبراً جيداً؟

المصدر: "النهار"
ما الذي يجب أن نعرفه عن هذا المتحور؟
ما الذي يجب أن نعرفه عن هذا المتحور؟
A+ A-
ما قد توجّس منه العالم عند ظهوره قد يكون حبل النجاة والنهاية السعيدة لفيروس كورونا الذي تسبّب بوفاة الملايين، وكبّد البشريّة خسائر اجتماعيّة واقتصاديّة وصحيّة باهظة. سمعنا كثيراً عن أنّ المتحوّرات جزءٌ لا يتجزأ من الفيروسات، وأن بعضها قد يكون أكثر فتكاً من المتحوّر الأساسي كما هي الحال مع متحوّر "دلتا" في حين أن البعض الآخر قد يضعفه.

" متحور (أوميكرون) ماذا لو كان ظهوره خبراً جيداً؟". قد تبدو هذه الجملة غريبة، وقد نشرتها وسائل إعلامية عديدة. هذا المتحوّر الذي أربك العالم منذ أكثر من أسبوع، وفرض قيوداً وحالة تأهّب في دول عدّة، قد يحمل هدية غير متوقّعة تتمثّل بمتحور جديد أقلّ خطورة من سابقه ليكون بمثابة تحصين لغير الملقّحين.

هذا التفاؤل أعرب عنه مدير المعهد الوطني الأميركي للأمراض المعدية، أنتوني فاوتشي، الذي أكّد " أن البحوث لم تثبت بعدُ أن متحوّر "أوميكرون" من فيروس كورونا خطير"، موضحاً في مقابلة له مع شبكة "سي إن إن" بأنّه لا يبدو أنّ المتحوّر الجديد يحمل مساراً خطيراً للغاية للمرض، إلا أنّه من السّابق لأوانه استخلاص أيّ استنتاجات محدّدة".

لكن ما الذي يعطي هذا الطابع التفاؤلي؟

برأي عالم الفيروسات Yves Van Laethem أنه "إذا كان المرضى يعانون نزلة برد مع حرارة 37.7 فهذه ليست مشكلة كبيرة. بمعنى آخر: إن تحوّر الفيروس قد يقلّل من حدّة الفيروس وشدّته". إذا كان المتحوّر قد تسبّب بأشكال وطفرات متعدّدة، ولكنّها أقلّ شدّة على المرض خلال قدرة انتقاله السريعة، فبإمكانه أن يحلّ مكان متحوّر دلتا المسيطر عالمياً لغاية اليوم. حتى الساعة، لم يُسجّل أيّ حالة وفاة في العالم نتيجة هذا المتحوّر الجديد وفق منظّمة الصحّة العالميّة.

يُثني على هذه الفرضيّة عدد من الاختصاصيين، إذ يعتبر الأستاذ في علم المناعة Zvika Granot أن "هذا المتحوّر قد يكون الضوء لنهاية النّفق؛ صحيح أنّه أكثر عدوى إلا أنّه أقلّ خطورة وشدّة".
 

هذه التصريحات تُعيدنا إلى مكتشفة "أوميركون" في جنوب أفريقيا الدكتورة أنجليك كوتزي، التي صرّحت الأسبوع الماضي بأنّ "المرضى الذين شُخّصوا بالكوفيد عانوا من عوارض مختلفة، وأهمّها التّعب الشديد"، وأضافت: "أنا لا أقول إنه لن يكون هناك حالات شديدة، لكنّه في الوقت الحالي عانى غير الملقّحين من عوارض بسيطة".

بين القلق والأمل، يحتلّ متحوّر "أوميكرون" قائمة النقاشات العلميّة بين الباحثين، ومن أبرز الأسئلة التي تُطرح هل يمكن أن يتحوّل الفيروس إلى مرض خفيف مع المتحوّر الجديد.

وفي إطار الإجابة عن هذه الأسئلة، حاورت صحيّة "L’express" الفرنسيّة عالم الفيروسات والأستاذ في جامعة بوردو هيرفي فلوري، الذي دعا إلى "التحلّي بالصّبر والانتظار لعدّة أسابيع حتى نحصل على الأجوبة العلميّة الشّافية"، وأشار إلى أنّه "للحصول على معلومات أكثر دقّة حول هذا المتحوّر، علينا مراقبة الوضع الصحيّ للمصابين لتقييم حالتهم ومدى خطورتها".
 
لكنّه توقّف عند "تسجيل زيادة وارتفاع في الإصابات في صفوف الأطفال في جنوب أفريقيا الدولة الأكثر تضرّراً من المتحوّر الجديد".
 
وبالتالي، "الجميع يطرح فرضيّات لكن حتى الساعة لا أحد قادر على طرح بيانات قويّة علميّاً".
 

متحوّر "أوميكرون" ضعيف بسبب التحوّرات العديدة

من السابق لأوانه استخلاص النتائج، وإن يكن بالنسبة إلى عالم الفيروسات "أن متحوّر (أوميكرون) قد يكون خبراً جيّداً"، وفرضيّة يجب أن تندرج ضمن مجموعة الفرضيّات التي يجب أخذها بعين الاعتبار.

وفي مقاربة بين السّلالتين، يحتوي متحوّر "دلتا" على 9 طفرات في البروتين الشوكيّ، الذي يؤدّي دوراً مهمّاً في الإصابة، في حين يحتوي "أوميكرون" على 32 طفرة في البروتين الشوكيّ و50 طفرة تقريباً هي مجموع الطفرات المتغيّرة. والخبر السّارّ قد يكون في أن هذا التحوّر قد ينهي هذه السّلالة ويُضعفها نتيجة تحوّراتها العديدة.

وإذا كان لدى المتحوّر قدرة انتقال إلا أنّه أقلّ حدّة وشدّة بسبب التحوّرات، ما يعني أن "أوميكرون" يحتوي على العديد من الطّفرات التي تجعله أقلّ خطورة. وبالتالي، إذا ثبت ذلك، فقد تكون هذه السّلالة مُثيرة للاهتمام بالنسبة إلى البشر".
حتى الآن لا يوجد دليل قاطع على مدى قدرة "أوميكرون" على الانتقال، فيما تتوقّع منظّمة الصحة العالمية الحصول على بيانات عن السّلالة في غضون الأيام المقبلة، وعندها يُبنى على الشّيء مقتضاه!

 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم