الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

إلى متى يا سادة؟

المصدر: النهار - مصر - ياسمين مجدي عبده
 انتهى الكلام ولا أعرف ماذا أقول أكثر
انتهى الكلام ولا أعرف ماذا أقول أكثر
A+ A-
مضى عام قديم في سكينة وهدوء حتى دون أن يقول وداعًا، وها هو عام جديد يأتي ويدخل علينا ولكن هذه المرة في نفس السكينة والهدوء الذي مضى به العام الماضي بآلامه وأفراحه، وقد حان لقاؤنا مع العزيز سنتا كلوز، ولكن هذا العام يأتي سانتا حزيناً ومهموماً يبكي ويجلس وحيدًا شريدًا في الأرض دون ابتسامته المعهودة، مرتديًا السواد حدادًا على أطفال غزة الأبرار. فقد جاء يبحث في الأنقاض وبين البيوت المهدودة على الأرض ويتساءل وهو يبكي أين أطفال غزة؟ ونحن نبكي معه دمًا لا دموعًا، فإن قلوبنا تنفطر من الحزن الذي يخيم هذا العام على احتفالات قدوم العام الجديد، فكل عام وأنتم بخير وجعله الله عام الخلاص من هذه الحرب الشعواء، لأن للأسف هناك من ليس لهم أي ذنب في تلك الحرب الدامية، وليس لهم أي ذنب في العيش تحت التهديد طوال الوقت وتحت القصف، من حين لآخر يسمعون دوي الانفجارات ينامون ويستيقظون على أصواتها... ترى يا سادة كيف تكون حالتهم النفسية والعصبية في ظل توقف الحياة في تلك المنطقة؟
فالطفولة يا أصدقائي الأعزاء هي أجمل سنوات العمر، هي السنوات الأولى التي يتعرف الطفل خلالها على العالم من حوله ويستكشف خباياه على مر السنوات. هي التي يكون البال فيها خاليًا والعقول نظيفة خالية من أية شوائب أو قاذورات. هذا بالنسبة للأطفال العاديين الذين يحيون في بيئة سوية هادئة تنعم بالسلام والطمأنينة، ولكني في صريح العبارة أشفقت على هؤلاء الأطفال الذين لقوا حتفهم قبل أن ترى أعينهم نور الحياة، فدمعت أعيننا وانفطرت قلوبنا.
وهنا أوجه أسئلتي لمن يضربون ويقصفون بلا رحمة ولا شفقة ولا قلب، أين قلوبكم؟ ألستم آباء لأطفال أبرياء؟ ألم تتخيلوا للحظات ماذا لو كان هؤلاء الأطفال هم فلذة أكبادكم؟ هل فكرتم إذا حوكمتم ماذا ستقولون أمام الحكام وأمام الحاكم الأعظم سبحانه جل جلاله؟ هل فكرتم في كل هذا قبل أن تمسكوا ببنادقكم وتوجهوا الطلقات نحو الصدور والقلوب؟ هل عميت بصائركم؟ هل عميت القلوب في الصدور؟ انتهى الكلام ولا أعرف ماذا أقول أكثر،
ولكن أوجه أيضًا أسئلتي للسادة المسؤولين كل في مكانه... السادة سفراء النوايا الحسنة الذين تخلوا عن مسؤولياتهم فجأة... أين أنتم من كل تلك المجازر؟ لماذا تقفون مكتوفي الأيدي تشاهدون دون أدنى تحرك... أعرف أن لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، وأعرف أن هناك من يسعى نحو وقف تلك الدماء التي تنزف بين الحين والآخر ولكن دون جدوى... إلى متى يا سادة سنظل نشاهد ونحن مكتوفي الأيدي دون تحركات جادة؟ أنا لا أتحدث في الشأن السياسي، ولكن أتحدث إنسانيًا من أجل حياة أفضل لهؤلاء، فأرجو أن يكون هناك تحرك أسرع. وأرجو أن نتكاتف ونضع أيدينا في أيدي بعضنا البعض من أجل هؤلاء الأبرياء الذين كل أملهم في الحياة أن يعيشوا في سلام وأمان دائمين مثل باقي البشر.



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم