الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

أين نحن من الإنسانية!؟

المصدر: النهار - صونيا الأشقر
أين نحن من الإنسانية!؟
أين نحن من الإنسانية!؟
A+ A-
 
 
صونيا الأشقر
 
أيُعقل أن نظام القمع السلطوي بات الآمر الناهي تجاه الشعوب المقهورة؟
أين الحرية والديمقراطية!؟ أين صباح الخير!؟ أين مساء الخير!؟ أين"أهلاً وسهلاً ومرحباً"!؟ كلها عبارات تجمع ولا تفرق، ولكن السياسات الخارجية عملت على تفكيكها ومحو معالمها من دون رحمةٍ وشفقة. أين نحن من الإنسانية؟ أطفالٌ تشرّد، ليس فقط من أرضها بل من كيانها، من وجودها، من أعرافها ومن تقاليدها، حتى من لغتها الأم. وكل هذا الظلم فقط لأن حرية بعض السياسات الخارجية تتعرض لأزمةٍ وجودية، متناسيةً أن المثل يقول: "يلي بيطمع ع خيّو ما بورّت لبنيّو"؛ أتظنون أن القهر والقتل سيدومان؟ فالقوة التي تزعمون بأنكم تملكونَها، سيأتي نهار وتخسرونها بكل بساطةٍ، فوحدها قوة الله هي التي تدوم!
لماذا تحاولون يا طغاة السياسة هدم نضالات شعوبٍ دفعت ثمن الأحقاد والقتل والتدمير والتشرد التي انهالت عليها من دون إذنٍ أو دستور؟ لماذا مسار القمع دائمًا موجه صوب الشهداء الأحياء الذين يملأون الساحات والشوارع بشعارات الحرية والديموقراطية، الذين همهم زرع براعم الحق المغلفة ببراعم الإنسانية!
شرقنا ينزف ألمًا من الدمار والتهجير والقتل؛ حرامٌ وألف حرام، والمضحك المبكي أنكم بفضل سياساتكم اللاإنسانية، لا تحصدون غير البغض، وعلى الرغم من كل هذا نراكم تنشدون السلام والتسامح والمحبة، أي نوعٍ من المسامحة والسلام والمحبة عند شعوبٍ تتعرض للقهر المفتعل؟ ما يحصل اليوم بين إسرائيل والشعب الفلسطيني إلى ماذا يدعو؟ ألا يدعو الشعوب المقهورة المضطهدة إلى تفاقم الحقد والكراهية تجاهكم؟ سياسة الحروب لا تؤدي إلا للبطالة وزرع الجوع، والويل
من جائعٍ ينشد لقمة العيش ولو بالقوة.
نحن ننشد الحركة النسوية النابعة من الحركات الاجتماعية والسياسية وأيضًا من الإيديولوجيات التي تهدف إلى تحقيق وتأسيس المساواة السياسية، الاقتصادية، الشخصية، الإجتماعية والإنسانية من أجل النهوض من جديد، من أجل دفع مسارٍ آخر صوب الحرية والكرامة ولباقة اللغات، فالمرأة هي نصف المجتمع، وهي همزة الوصل بين رحم الأرض ورحم الوجود.
وثمة شعوبٌ لم تأخذ حقها في العالم وخصوصًا في الشرق الأوسط وهي تساوي أكثر من خمسين مليون في الحياة الإنسانية والوجود البشري؟ وهنا أشير إلى الأمة الكردية، إلى شخصياتها التي تمتاز بالعبقرية الذين قهرتهم الحياة ولم ينصفهم الوجود والمجتمع، كما أشير وأشدد على أن معظم أمراء الشعر في العالم العربي وكبار السياسيين والمفكرين والصحافيين والاقتصاديين هم من الأمة الكردية، والمثال على ذلك لبنان، سورية، العراق، تركيا وغيرها. وهنا ندخل أيضًا بأسئلةٍ كثيرةٍ تتضمن لماذا المجتمع البشري في العالم لا ينصف هذه الأمة التي تنشد إحقاق العدل والسلام والطمأنينة بحقها؟، فهي للأسف الشديد لا تحصد في معظم الأحيان والظروف إلا الاعتقالات غير المحقة بحقها، ومما نقوله أين هيئة الأمم التي أخذت على عاتقها إنصاف الشعوب المظلومة؟ ونشدد أيضًا على ضرورة تنفيذ مشروع الرجل العبقري اللبناني شارل مارك الذي وضع الشروط الرئيسة لشرعة حقوق الإنسان.
أين نحن من الإنسانية...!


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم