السبت - 04 أيار 2024

إعلان

زوبعة في يومياتي

المصدر: النهار - ريمون مرهج
تختلج الروح من الخوف وهي على متن مركب العمر
تختلج الروح من الخوف وهي على متن مركب العمر
A+ A-
تختلج الروح من الخوف وهي على متن مركب العمر. تشق بحار الحياة، يعلو الموج أحياناً فتتأرجح وتقترب من الغرق في مياه اليأس والحزن، وتتخبط أحياناً أخرى على صخور المغريات والشهوات، فتتمايل أهواء النفس بين الخير والشر، وأغدو كالتائه في محيطات هذه الدنيا، فيغلبني التعب وأُنهك من عواصف الأفكار المتشعّبة، تارة من العقل وتارة أخرى من وهاد الأحاسيس، لكن تبقى مرساة كياني قوية صامدة وشراع إيماني لا يتمزق. أنظر إلى السماء وأنادي ربي وأم الكون، فيشع في قلبي نورهما، ثم يسود هدوء مقدس في نفسي يُصمت الرياح، فتسكن المشاعر الهوجاء في داخلي، وأرى من البعيد تحت جناح الشمس طائر الروح آتياً من الفضاء نحوي، ثم يحوم حول مركبتي ويطير أمامي ليدلّني على وجهة هدفي، فتستقيم أموري وترتسم على وجهي علامات الفرح والأمان، ثم يحطّ على كتفي، يغرد في أعماقي ألحان الحياة العذبة الرائعة، فأنشد معه تراتيل الجمال والحب والسلام، وأشق عباب البحر بثبات وطمأنينة، كيف لا وطائر الروح هو مرشدي الدائم ورفيق عمري الوحيد الذي تنساب أنفاسه في أعماقي، فتتبلسم كل جراح وتتبخر كل هموم تلبدت غيوماً سوداء في مهجتي. أصمت قليلاً ثم أركض مسرعاً نحو قلمي، أسكب من مداد روحي كلمات ملونة معطرة بالثقة، بالإيمان بذاتي وبخالقي. تغيب الشمس ويأتي الليل معلناً نهاية يوم من العمر، فأخلد إلى النوم تحت ضوء القمر، وألتحف برداء أحلام بريئة منسوجة من خيوط طفولتي.
في كل يوم نتعرض لمصاعب جمة وأهواء عديدة، فنقع وننهض من جديد، المهم أن لا نضيّع أحلامنا وأهدافنا، معتقدين أننا أصبحنا في لجة الفشل واليأس، وأن ننظر دوما نحو السماء بقلبنا في لحظات الضيق، فنرى من يبتسم لنا ويخلصنا من كل ألم وحزن وجهل، ولنزرع مجدداً الأمل والإرادة للسير في الدرب الصحيح، فنحن أبناء الله الغفور والذي لا يتركنا أبداً مهما ابتعدنا عنه وأهملنا وصاياه. فقط علينا أن نعود إليه فيفتح يديه ويضمنا إلى قلبه.




الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم