الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

لقاء الروح

المصدر: النهار - ريمون مرهج
عصفت في أعماقي رياح الوجع من الشوق إلى لقياك، إلى السّكون في عينيك، إلى الحياة في وجهك.
عصفت في أعماقي رياح الوجع من الشوق إلى لقياك، إلى السّكون في عينيك، إلى الحياة في وجهك.
A+ A-
عصفت في أعماقي رياح الوجع من الشوق إلى لقياك، إلى السّكون في عينيك، إلى الحياة في وجهك.
ذهبت أشقّ ظلمة الليل في مركبتي، أغتال المسافات والطرقات، فروحي محتاجة إلى الهدوء، للراحة، للسلام؛ وأخير أدركت الدّرب، وتوجّهت إلى منزلنا "معبد روحنا". هناك ارتميت بين أحضان روحك تحت وجه السماء، أمام أعين أمّنا الحنونة وملاكنا. تأمّلت جمال السكينة في أرضنا، صلّيت، وبحبّ كبيرٍ حدّثت ربّي، وسألته أن يحمي ملاك روحي، وأن ينجلي كلّ تعب عنك. بعد ذلك، جلست على وقع أنغام السماء أتأمّل رابط روحنا وقوته، فرأيتك تقتربين نحوي، ونظراتك المشعّة تبتسم في وجهي، وفي أعماق نفسي، الفرحَ والبهجةَ. اقتربت منك، أمسكت كفّ يدك، وأعيننا تهمس لبعضها أسرار حبّنا الطاهر الجبار. للحظة، توقّف الزمن، وساد صمت مهيب، فدنوت بيدك من شفتي بوقار كبير، ببطء زلزل نبضات قلبينا، وحفرت بجمر الشوق والحنين قبلة الروح، ثمّ أغلقت كفّك بأصابعي، وهمست لك: "يا أجمل نساء الأرض اغرسي زهرة الطهارة "قبلة روحي " في قلبك، لتنمو، ومن عطرها سأتنشّق الحياة لأبقى". نظرت إليّ بحبّ عاصف ممزوج بالفرح والقلق، أيقظ في أعماقها الفتاة البريئة، ثمّ طبعت قبلة على خدّي، وبصوت عزف القيثارة الراقي الحنون همست: "أحبّك". التفت إلى الوراء وما حولنا، فعادت عقارب الزمن إلى العمل. أدرت ظهرك، ورحلت، وأنت تلوّحين لروحي بنظرات مقلتيك.
لهنيهةٍ، استفقت من جمودي، وصرخت لك: "أنا هو"… فرددت، وأنت تركضين عائدة إلى دنيا البشر: "وهو أنا...".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم