السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

حرائق الشَّوق

المصدر: النهار - سميرة عيد ــ سوريا
حملَ البيدرُ صمتَه وتوارتْ أسراب الحمام، ما بين شروق لم يغرب
حملَ البيدرُ صمتَه وتوارتْ أسراب الحمام، ما بين شروق لم يغرب
A+ A-
حملَ البيدرُ صمتَه وتوارتْ أسراب الحمام،
ما بين شروق لم يغرب
وغروب لن يشرق،
دمعةٌ سافرت من القلب
إلى العين
كانت الطّريقُ بغير نهاية،
بدا الظلام ُ أكثرَ حِلكة
فقد عاد السنونو وحيداً،
يحملُ سَفراً لمّا ينتهِ،
كان قد رسمَ فيما مضى
كوّة من خيوط السّهر،
أيَّ وجعٍ سيرتدي؟!
وبمَ سيغسلُ خوفهُ؟!
يضرب ُ الصمتَ المخيِّم بجناحه المبتور،
فيعودُ الصَّدى، ما أزهرَ حقلٌ، وما تعاقبت فصولٌ
بالأمسِ كانوا على ضفّةِ الشّروقِ يقصّون رؤاهم،
زغرداتُهم تورِدُ الصّباح وأجنحتهم تملأُ الضَّوء،
يتزاحمون، يرشفون الحبَّ قطرةً، قطرةً.
لا وقت لإغفاءة فالكون رحبٌ والحياةُ يسيرة،
يقيمون طقوس الطُّفولة
ملءَ براءتهم،
تمشي إليهم الدُّروب دون تردُّد، يعلنون العصيان
على المواعيد،
يقتفون رائحةَ الأمومة
لا يسألونَ الأيام
ولا ينتظرون الضِّفاف.
يعلِّقون الآتي في عنقِ مأمنهم
متدثرين السّكينة من جوعٍ شبٍعَ
يتَّقون الهزائمَ بقشَّةِ العشّ.
ليسَ الزَّمان صديقاً، ولا الأفعال تبقى ماضية،
فالفعل المضارع قد حضرَ،
وجمع ظلال الذّكريات في غلالةِ الوجعِ،
مرَّ على خفقةِ القلب لهيباً،
تكدَّسَ مطرُ العيون، وكان الرّجاء خجولاً،
فلا طلاسم تنفعُ ولا الدَّفاتر القديمة
مشى الدّربُ أعرج، وأزهرَ الجرحُ،
سكتَ الحصى، واستيقظ سعير الأسئلة؛ لماذا؟
...وكيف؟ وإلى متى؟
بكى العشُّ، وحام السنونو أمام كوَّةٍ ضائعة،
وضع قلبه بين كفيّه
رسم على الجدار كوّةً، أرضعَ ذاكرتَه أماني اللّقاء،
وما من حيلة فقد اضطرمتْ حرائقُ الشوق
وفاضتْ جرار الحنين.
والانتظارُ جمرٌ يتّقد....



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم