الفقراء في لبنان إلى ازدياد... ومبلغ 45 مليون ليرة شهرياً لا يكفي: %70 من الأُسر غير قادرة على تأمين المستلزمات المعيشية الأساسية

لم تعد آفة الفقر في لبنان تقتصر على الطبقات الاجتماعية التي تتقاضى الحد الأدنى من الأجور، أو تلك التي تتقاضى راتبها بالليرة اللبنانية، بل بات الفقر يهدد غالبية مكونات المجتمع اللبناني وخصوصا الطبقة المتوسطة، "مدعوما" بالانهيار المستمر لقيمة العملة اللبنانية، بما أدى الى هوة كبيرة بين طبقات المجتمع.وفي السياق، لا يمكن إغفال التقرير الذي أصدره برنامج الغذاء العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة أخيرا والذي ضم لبنان إلى لائحة البلدان ذات "نقاط جوع ساخنة"، على خلفية الأزمة الإقتصادية الحادة الناتجة عن عدم اليقين السياسي واستمرار تدهور الأوضاع الماكرو إقتصادية، وهو ما يؤشر الى ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية الأساسية التي تضر بالأمن الغذائي والوضع المعيشي للبنانيين.وعلى ندرة الدراسات الميدانية التي تحاكي الواقع المعيشي للبنانيين، إلا أنه يمكن للمراقبين استنباط بعض الارقام التي تترجم مدى صعوبة حصول اللبنانيين على الحد الادنى من مقومات العيش الكريم، ما حدا بالكثير من العائلات أو أقله عدد من افرادها الى الهجرة بغية معاونة من بقي في لبنان على الصمود بوجه الازمة التي تتفاقم منذ العام 2019.الازمة الخانقة التي يعيشها اللبنانيون دفعت بالكثير منهم للجوء الى البرامج الاجتماعية التي تشرف عليها وزارة الشؤون الاجتماعية، اي البرنامج الوطني لدعم الاسر الاكثر فقرا المستمر منذ نحو 11 عاما بدعم من هبات دولية، وتفيد منه حتى اليوم نحو 75 ألف عائلة، والبرنامج الآخر هو برنامج "أمان" الذي بدأ تفعيله منذ سنة ونصف سنة تقريبا ويعتمد على قرض من البنك الدولي وتفيد منه حتى اليوم نحو 93 ألف عائلة. والبرنامجان يخوّلان المستفيدين منهما قبض 25 دولارا للعائلة الواحدة و20 دولارا للفرد الواحد لحدّ 6 أفراد كحدّ أقصى. ووفق مصدر في وزارة الشؤون فإن فريق الوزارة يجري زيارات لنحو 80 الف عائلة تستغرق نحو 5 أشهر، ليصار بعدها الى تقييم حاجة...