الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

تحقيق- تحديّات التعليم عن بُعد في المدارس الرسمية... دروس عبر "واتساب" والعدالة مفقودة

المصدر: "النهار"
كميل بو روفايل
كميل بو روفايل
Bookmark
مدرسة أنصارية الابتدائية في الزهراني.
مدرسة أنصارية الابتدائية في الزهراني.
A+ A-
يمرّ القطاع التربوي بتحديات كبيرة جدّاً، وخاصّة بعد انتشار فيروس كورونا الذي غيّر كل أساليب التعليم التقليدية بشكل مفاجئ، وفرض مكننة لا يمكن للدولة ولا للمواطن، في ظل أزمة اقتصادية غير مسبوقة، تحمّل تكاليفها.  يستتبع ذلك خلق فراغات، ونوع من التفاوت بين الطلاب لا يمكن تقديره بين مدرسة خاصّة ورسمية، أو بين مدرستين رسميتين في المحيط ذاته. لكن التفاوت في القدرات على تحمّل فاتورة الأجهزة المطلوبة موجود في الصف الواحد. "لا يمكن تأمين تعليم عن بعد عادل في لبنان"، حتى التعليم المدمج يتطلب حداً أدنى من الأجهزة، وهذا صعب تأمينه في ظل هذه الأوضاع. لا يتوقف الموضوع عند هذا الحدّ بل يتعداه إلى مشكلة الإنترنت والكهرباء، وكل هذه التحديات التي ذكرها الطلاب في بداية الأزمة. في هذا التقرير نتطرق إلى البنى التحتية للتعلم عن بعد في المدارس الرسمية اللبنانية، التي استطلعنا عيّنة منها لتقييم تجربتها. قصة آمالتروي أمال، وهي أمّ لأربعة أولاد في المرحلة الابتدائية في مدرسة رسمية في الشمال، أنها تتلقى دروس أولادها عبر "واتساب"، وهي تسعى إلى تقسيم الوقت بين الأولاد لعدم امتلاكها سوى الهاتف المحمول. لذلك غالباً ما يكون الدور لولدين خلال اليوم: "لا أمتلك الماديات اللازمة لشراء لابتوب أو آيباد لأولادي، الأمر الذي كان ليساعدهم أكثر في عملية التعلم عن بعد. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ عدد الدروس تضاعف في التعلم عن بعد على عكس التعلم الحضوري"، تتنهد أمال. ويقول ابنها أحمد، وهو في الصف الخامس، بأنه كان يتمنى لو يمتلك لابتوب خلال التعليم عن بعد. ماذا تقول وزارة التربية؟ وفي حوارٍ مع "النهار"، أكّدت مديرة الإرشاد والتوجيه في وزارة التربية والتعليم العالي هيلدا خوري، أنّ "كل القرارات التي اتخذناها في الوزارة كانت مرتبطة بكورونا والمتغيّرات الصحّية. والخيارات المتاحة أمامنا هي فقط التعلم الحضوري أو المدمج أو عن بعد بشكل كامل. وبعدما ذهبنا نحو التعلم عن بُعد قيّمنا الواقع، وخلصت النتائج إلى أنّ العقبات تكمن في ضعف شبكة الإنترنت، وعدم توافر الأجهزة التكنولوجية اللازمة في المدارس ولدى الأهل، بالإضافة إلى ذلك فإنّ تدريب الجسم التعليمي على التعليم الإلكتروني لم يكن موجوداً".ولمّا كانت هذه النقاط أساسية لنجاح التجربة التعليمية، تشرح خوري بأنّ "الوزير طارق المجذوب سعى إلى تأمين الإنترنت اللازم عبر التواصل مع وزارة الاتصالات، وحصلت اجتماعات مكثفة في وحدة المعلوماتية لهذا الغرض. إلّا أنّ التجربة لم يكتب لها النجاح" (تحدث مدير المعلوماتية عن الأسباب في السطور اللاحقة من التقرير).وعلى صعيد تجهيز المدارس الرسمية وطلابها بـ"الآيبد" أو الأدوات التكنولوجية اللازمة، لفتت خوري إلى أنّ "كورونا صنع أزمةً في البلدان التي لم تكن تعاني مشاكل اقتصادية، فكيف الحال إذاً في لبنان؟ راتب العائلة لم يعد يكفي لشراء الأجهزة في ظل انشغالهم في سبل تأمين لقمة العيش. هذا الأمر أخّرنا كثيراً، والوضع ذاته لدى الأساتذة. لذلك حاول الوزير التواصل مع كل الجهات المانحة، وبعد طول انتظار هناك بعض البوادر التي تشير إلى منحة قريبة من المنظمات، إلّا أنها غير محسومة بعد. لكن الحاجة هي لمليون جهاز كمبيوتر إذا أردنا تلبية كل الطلاب. والمنحة لا تسدّ الحاجة، لكنها تساعد كثيراً". بالإضافة إلى هذه المنحة المنتظرة، تقول خوري: "بعد معرفة الوزير بصفقة لابتوبات تعود إلى عام 2018،...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم