ما نسبة الإيرانيين الذين يرفضون إلزامية الحجاب؟

لا تزال الاحتجاجات الإيرانية مندلعة بعد نحو أسبوعين على وفاة الطالبة الإيرانية مهسا أميني (22 عاماً) في مركز لشرطة الأخلاق. واعتقل عناصر من تلك الشرطة أميني لأنها لم تكن ترتدي الحجاب "بطريقة ملائمة". قالت عائلتها إن رأسها تعرض للضرب المبرح قبل أن تدخل غيبوبة وتنقل إلى أحد مستشفيات طهران حيث فارقت الحياة.

أثارت قضية إلزامية الحجاب جدلاً كبيراً في إيران منذ فترة طويلة. وتشددت الحكومة الحالية بقيادة الرئيس ابرهيم أميني أكثر من سابقاتها في فرض إلزامية الحجاب. لكن ما هو موقف الإيرانيين من الحجاب؟ وهل يؤيدون إلزامية ارتدائه؟

قد تحمل دراسة حديثة نسبياً مؤشرات عدة إلى موقف الإيرانيين. بين 6 و 21 حزيران 2020، أجرت "مجموعة تحليل وقياس المواقف في إيران" المعروفة اختصاراً باسم "غامان" وهي منظمة غير ربحية ومسجلة في هولندا استطلاع رأي تحت عنوان "مواقف الإيرانيين من الدين" وقد شمل نحو 50 ألف شخص يعيش 90% منهم في إيران.

ولفت معدّا الدراسة، الأستاذ المساعد في السياسات المقارنة في جامعة تيلبورغ عمار مالكي، والأستاذ المساعد في الدراسات الدينية في جامعة أوتريخت بويان تميمي عرب، إلى أنها تعكس وجهة نظر الإيرانيين المتعلمين ممن يزيد عمرهم عن 19 عاماً ويمثلون 85% من السكان البالغين في إيران مع نسبة موثوقية تصل إلى 95%.

أظهرت الدراسة أن 78% من الإيرانيين يؤمنون بالله و 37% بالحياة بعد الموت و 30% بالجنة وجهنم و 26% بوجود الجن. ونحو 20% لا يؤمنون بأي من هذه المواضيع المذكورة.

وعرّف 32% عن أنفسهم بأنهم مسلمون شيعة، و9% بأنهم ملحدون و8% بأنهم زردشتيون و7% بأنهم روحانيون. ووصف 6% أنفسهم بأنهم لاأدريون و5% بأنهم مسلمون سنة.

وأشارت الدراسة إلى أن قرابة نصف السكان يقولون إنهم يتخلون عن دينهم. بينما لم يبلغ 41% تغييرات مهمة في وجهات نظرهم الدينية وغير الدينية. وقال قرابة 6% إنهم تحولوا من دين إلى آخر.

ويعتقد 68% من السكان أنه يجب استبعاد التوجيهات الدينية عن تشريع الدولة حتى ولو حصل المؤمنون على الغالبية التشريعية. ويعتقد 71% من الناس بضرورة أن تمول المؤسسات الدينية نفسها. ويرى 10% أن على جميع المنظمات الدينية الحصول على دعم الحكومة بصرف النظر عن إيمانها. وقال 3% إنه يحق للمؤسسات الإسلامية فقط الاستفادة من هذه المزايا.

ويعتقد 41% أنه يجب منح جميع الديانات الحق بالتبشير العام بينما يشير 4% فقط إلى أن هذا الحق يجب أن يكون محصوراً بالمسلمين. وأراد 56% ألا يحصل أولادهم على تعليم ديني في المدرسة ووافق 54% على حصول أولادهم على فرصة التعرف إلى مختلف المعتقدات الدينية في المدرسة.

وقال 58% إنهم لا يؤمنون بالحجاب. وعارض 72% إلزامية الحجاب بينما أصر 15% على فرض الحجاب قانونياً في الأماكن العامة.