الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

قمة طهران الثلاثية أكدت تفعيل مسار أستانا في سوريا

المصدر: "النهار"
الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يتوسط الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين –إلى اليسار- والتركي رجب طيب أردوغان في طهران أمس (أ ف ب).
الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يتوسط الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين –إلى اليسار- والتركي رجب طيب أردوغان في طهران أمس (أ ف ب).
A+ A-
أكدت إيران وروسيا وتركيا تصميمها على مواصلة التعاون "للقضاء على الإرهابيين" في سوريا، وذلك في بيان مشترك بختام قمة ثلاثية بين الرؤساء إبراهيم رئيسي والروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان عقدت أمس في طهران، تأتي في ظل تلويح أنقرة بشنّ عملية عسكرية تستهدف الأكرا، وكذلك بعد يومين من جولة الرئيس الأميركي جو بايدن في المنطقة.

وأعربت الدول الثلاث عن تصميمها "على مواصلة تعاونها القائم للقضاء في نهاية المطاف على الأفراد والمجموعات الإرهابية"، معربة عن "رفض كل المحاولات لخلق وقائع جديدة على الأرض تحت ذريعة مكافحة الارهاب، بما يشمل مبادرات الحكم الذاتي غير القانونية، والتصميم على الوقوف في وجه الأجندات الانفصالية الهادفة لتقويض سيادة ووحدة أراضي سوريا، إضافة الى تهديد الأمن القومي للدول المجاورة".

وقال بوتين في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيسي وأردوغان، إن روسيا وتركيا "راضيتان" عن اجتماع عُقد في إسطنبول في الأسبوع الماضي وناقش فيه الجانبان صادرات الحبوب عبر البحر الأسود.
ومن المتوقع أن توقع روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة اتفاقا في وقت لاحق من الأسبوع الجاري يهدف إلى استئناف شحن الحبوب من أوكرانيا عبر البحر الأسود.

وعقد بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان اجتماعا في وقت سابق في إيران، وقال بوتين إن الاجتماع لم يحل بعد جميع المسائل المتعلقة بالموضوع "لكن حقيقة وجود تحرك أمر جيد بالفعل".

وعن سوريا، قال بوتين: "إننا نعتبر أن من مهام المستقبل القريب الاتفاق على خطوات محددة لتعزيز حوار سياسي داخلي سوري شامل. أي، تطبيق اتفاقنا لتهيئة الظروف التي يمكن أن يقرر بموجبها السوريون أنفسهم، دون تدخل خارجي، مصير بلدهم".

وأوضح أنه لهذا الغرض "بادرت دولنا الثلاث إلى اتخاذ قرار إنشاء لجنة دستورية في مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي في عام 2018".

وأضاف أنه بدعم من سفير روسيا وإيران وتركيا، وكذلك بمشاركة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لسوريا غير بيدرسن، أحرزت الأطراف السورية تقدما داخل اللجنة.

وقال إنّ "اللقاء كان مفيدا جدا (...) لقد ناقشنا النقاط الأساسية لتعاوننا المتعلّق بسوريا"، داعياً رئيسي وأردوغان لزيارة روسيا "قبل نهاية العام" لعقد قمة جديدة في هذا الشأن.
وأكد أردوغان، أن "المرحلة القادمة ستشهد إعادة تقويم لمسار أستانا حول سوريا وتفعيلها مجددا".


لقاءات ثنائية
وقبل القمة الثلاثية، شهدت طهران لقاءات بين رئيسي وأردوغان تلاها توقيع اتفاقات ثنائية.
واستقبل الرئيس الإيراني الرئيس التركي بمراسم رسمية في طهران تخللها عزف النشيد الوطني للبلدين وتحية الرئيس الضيف لحرس الشرف، ثم التقاط الصور، قبل الانتقال لإجراء المباحثات الثنائية.

وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قد صرح بأن القمة ستعطي دفعة لدعم العلاقات وتطوير التعاون الاقتصادي، كما ستركز على أمن المنطقة والحل السياسي، في حين أعرب الكرملين عن أمله في التوقيع قريباً على اتفاقيات مع الجانب الإيراني تشمل التعاون الإستراتجي الشامل بين البلدين.


رئيسي وأردوغان
وفي مؤتمر صحافي مشترك قال الرئيس الإيراني إن زيارة أردوغان لطهران تمثل منعطفا مهما في العلاقات بين البلدين، مضيفا أنهما ناقش القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك بين البلدين.

كما قال رئيسي إنه يأمل في أن تسهم الوثيقة الإستراتيجية التي تم توقيعها اليوم في توطيد العلاقات بين إيران وتركيا.

وأكد على "محاربة الإرهاب الذي يهدد أمن المنطقة ولكن ينظر إليه الغرب بازدواجية"، وقال إنه أكد مع الرئيس التركي على وحدة الأراضي السورية.

بدوره، قال أردوغان في المؤتمر الصحافي إن تركيا وإيران ستخطوان قدما لدعم العلاقات في مجال الطاقة والصناعات الدفاعية ومكافحة الإرهاب.

وأضاف أن تركيا وإيران لديهما هدف مشترك في الوصول بحجم التبادل التجاري بين البلدين إلى نحو 30 مليار دولار.

وأكد الرئيس التركي أن المرحلة القادمة ستشهد إعادة تقويم لمسار أستانا حول سوريا وتفعيله مجدداً.

وحول مكافحة الإرهاب، قال أردوغان إن تنظيمات "حزب العمال الكردستاني" و"جماعة غولن" بلاء خطير لتركيا وإيران، وينبغي التعاون لمكافحتها بحسب تعبيره، مشيرا إلى أن بلاده فرضت مكافحة التنظيمات الإرهابية في ميثاق حلف شمال الأطلسي.


لقاء خامنئي
وخلال لقائه الرئيس التركي أكد مرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي، أن الحفاظ على وحدة سوريا أمر مهم، محذرا من أن أي عمل عسكري فيها سيصب في مصلحة الجماعات الإرهابية، بحسب تعبيره.

واعتبر خامنئي أن أي عمل عسكري في سوريا سيعود بالضرر عليها وعلى تركيا والمنطقة.
وأضاف أن بلاده تعتبر أمن تركيا وحدودها من أمنها، وتتعاون معها في مجال محاربة الإرهاب.
في السياق نفسه، أفادت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية "إرنا" بأن وزير الخارجية السوري فيصل المقداد سيزور طهران ليل الثلثاء (أمس)، وأنه سيلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، للبحث في القضايا الإقليمية وذات الاهتمام المشترك.


اتفاقات ثنائية
من ناحية أخرى، قالت وزارة النفط الإيرانية أن الشركة الوطنية الإيرانية للنفط وقعت مذكرة تفاهم مع شركة غازبروم الروسية بقيمة نحو 40 مليار دولار، وذلك قبيل وصول بوتين إلى طهران.

وبحسب الوزارة، ستساعد غازبروم على تطوير حقلي كيش وبارس الشمالي للغاز و6 حقول نفطية أخرى، كما ستشارك في استكمال مشاريع الغاز الطبيعي المسال وإنشاء خطوط أنابيب لتصدير الغاز.

وقال المدير التنفيذي للشركة الوطنية الإيرانية للنفط محسن خجسته، إنه لا يمكن إقصاء إيران من سوق النفط، والعالم يحتاج إلى النفط الإيراني، معتبرا أن بلده آمن ومستقر ويمكنه أن يزود العالم بالطاقة، حسب تعبيره.

وقال مسؤول تركي كبير لـ"رويترز" إنه ستتم مناقشة العملية التركية في شمال سوريا ضد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة، والتي تفيد تقارير بأنها مدعومة من روسيا أيضا.

وأضاف أن "المحادثات ستحاول حل الأمور المتعلقة بصادرات الحبوب"، وذلك قبيل أيام من توقيع اتفاق مرتقب بين روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة لاستئناف شحن الحبوب من أوكرانيا عبر البحر الأسود.

أما في الشق الروسي الإيراني فيتوقع خبراء أن يبحث الجانبان بشكل معمق الجهود المتعثرة لإحياء الاتفاق النووي الذي انسحبت منه الولايات المتحدة أحاديا عام 2018.

وكشف البيت الأبيض قبل فترة قصيرة أن روسيا تعتزم الحصول على طائرات مسيرة إيرانية لاستخدامها في أوكرانيا، لكن وزير الخارجية الإيراني نفى صحة هذه الأنباء.

وأجرى بوتين مع خامنئي في أول زيارة له خارج الاتحاد السوفياتي السابق منذ غزو موسكو لأوكرانيا في 24 شباط.

وفي لقطات للقاء مع خامنئي، ظهر الرئيس الروسي ورئيسي وهما يجلسان سويا على بعد أمتار قليلة من الزعيم الأعلى في غرفة بيضاء بسيطة. ولم يظهر في خلفية اللقطات سوى العلم الإيراني وصورة للزعيم آية الله روح الله الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية الراحل.
ودعا خامنئي إلى تعاون طويل الأمد بين إيران وروسيا، وأبلغ بوتين بأن البلدين في حاجة إلى توخي الحذر من "الخداع الغربي"، بحسب ما أفاد التلفزيون الرسمي الإيراني.

وقال خامنئي إن بوتين ضمن لروسيا "الحفاظ على استقلالها" عن الولايات المتحدة، وعبر عن دعمه لبدء الدول في استخدام عملاتها الوطنية عند تداول السلع. وأضاف "يجب إخراج الدولار الأميركي تدريجيا من التجارة العالمية، ويمكن القيام بذلك تدريجيا".

وعلى الرغم من معاناة عامة الناس من الحرب، قال خامنئي إن موسكو ليس لديها بديل يذكر في أوكرانيا. وقال لبوتين :"لو لم تكن قد اتخذت زمام المبادرة، لكان الطرف الآخر (الغرب) تسبب في الحرب بمبادرة منه". ودعا إلى إخراج القوات الأميركية من شرق الفرات.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم