الثلاثاء - 07 أيار 2024

إعلان

60 عاماً على اغتيال باتريس لومومبا رمز استقلال الكونغو

المصدر: النهار
صورة مؤرخة في 11 تشرين الثاني 1960 لرئيس الوزراء الكونغولي باتريس لومبومبا-الى اليمين- ونائبي رئيس مجلس الشيوخ جوزف أكويتو-في الوسط- عقب اعتقالهما في كينشاسا.   (أ ف ب)
صورة مؤرخة في 11 تشرين الثاني 1960 لرئيس الوزراء الكونغولي باتريس لومبومبا-الى اليمين- ونائبي رئيس مجلس الشيوخ جوزف أكويتو-في الوسط- عقب اعتقالهما في كينشاسا. (أ ف ب)
A+ A-
 
 
في وسط الطبيعة في منطقة كاتانغا الغنية بالمناجم، نصب تذكاري معزول غير مكتمل وشبه مهمل هو تمثال باتريس لومومبا، الذي يقبع في الموقع الذي اغتيل فيه بطل استقلال الكونغو قبل ستين عاما تماما في جنوب شرق البلاد.  ففي 17 كانون الثاني، حطت طائرة قادمة من كينشاسا على مدرج مطار لوبومباشي عاصمة منطقة كاتانغا المنتجة للكوبالت والنحاس والأورانيوم. وسار الموكب بعد ذلك 55 كيلومتراً نحو كولويزي، ثمّ انعطف يميناً وقطع بضع مئات من الأمتار وتوقف في وسط سهل عشبي مشجر.
 
تحت واحدة من الأشجار، كانت فرقة إعدام تنتظر باتريس لومومبا واثنين من رفاقه هما جوزف أوكيتو وموريس مبولو، عند حلول الليل. 
 
في ليوبولدفيل (حالياً كينشاسا)، غيّر رئيس الوزراء الشاب البالغ من العمر 35 سنة مجرى التاريخ في 30 حزيران 1960 حينما رافع ضدّ الاستعمار البلجيكي يوم الاستقلال، وبحضور الملك بودوان. 
 
كان ذلك سبباً كافياً ليثير الزعيم الشاب استياء الغرب، الذي رأى أنه عقّد الأوضاع بسعيه تلقي دعم من الاتحاد السوفياتي.  ولردعه، لعب البلجيكيون ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إي" على طموحات قادة كونغوليين آخرين، بينهم الرئيس الشاب لأركان الجيش جوزف ديزيريه موبوتو، الذي صار الزعيم المطلق للبلاد بين 1965 و1997. 
 
بعدما تمت إطاحته في أيلول، تم تسليم لومومبا لإعدامه، إلى سلطات كاتانغا الإقليم الذي انفصل عن الكونغو في تموز 1960 بدعم من بلجيكا. 
يشير المؤرخ غيوم نكوغولو إلى أنه "من قبل، كان يقال إن الكونغوليين وتحديداً الكاتانغيين، هم من قتلوه. لكن الأرشيف أظهر شيئاً آخر: إنهم البلجيكيون الذين خططوا لموت لومومبا وهم الذين تسببوا بإعدامه".  يدلّ المؤرخ على المكان المحدد الذي أعدم فيه لومومبا في موقع شيلاتيمبو، عند كعب شجرة وليس حيث رفع التمثال، بحسب أبحاثه. 
 
يعلو تمثال الرجل رافعاً يده اليمنى إلى الأعلى، قاعدة. يمكن رؤية بقعة بيضاء عليه تبدو وكأنها خيوط عنكبوت. 
رمز وحدة الكونغو 
قرب التمثال، حطام طائرة من نوع "دي سي 2"، ترمز للرحلة الأخيرة التي قام بها لومومبا في 17 كانون الثاني 1961. وفي الواقع، إنها طائرة من نوع "دي سي4" التي أقلته من ليوبولدفيل إلى إليزابيثفيل، وفق المؤرخ. 
 
يضم الموقع أيضاً تمثالاً لبطل قومي آخر، هو الرئيس السابق لوران-ديزيريه كابيلا الذي اغتيل قبل عشرين عاماً في 16 كانون الثاني 2001. وتغطي التمثال أغصان أشجار وأعشاب برية. 
 
وكان يفترض أن تضاف إلى الموقع نصب تذكارية لـ"رموز كبرى في الكفاح من أجل تحرير الشعوب" مثل نلسون مانديلا وتوماس سانكارا. لكن الأعمال التي بدأت في 2016، "توقفت" كما يقول آسفاً المؤرخ نكونغولو الذي شارك في لجنة إنشاء الموقع بين عامي 2015 و2016.  
 
وأضاف "بشكل عام في الكونغو، لا سيما في كاتانغا، عندما نتحدث عن لومومبا، يقال لنا دائما إنها مسألة سياسية، حساسة".  ويعتبر سكان كاتانغا اغتياله "وصمة عار" لإقليمهم وفق نكونغولو الذي أوضح أنه "على رغم ذلك، يظهر الواقع أن البلجيكيين استغلوا الكاتانغيين". 
 
في المدارس الثانوية، لا يدرّس لومومبا إلى للتلاميذ بين عمر 13 إلى 18 سنة، كما يخبر أستاذ التاريخ جان ماري مونغوي. ويضيف :"نحن أنفسنا لا نعرف تاريخ بلادنا جيداً".  وفي كينشاسا، أعلن الرئيس فيليكس تشيسيكيدي عن تكريم للومومبا في 30 حزيران المقبل، في مناسبة استعادة "رفاته"، وهي سنّ من أسنانه يعتقد أن شرطيا بلجيكيا انتزعها من جثته لحظة إخفائها. 
 
يرى ابن لومومبا الأكبر فرنسوا الذي فر إلى مصر ثم المجر بعد وفاة والده أن "لومومبا يمثل رمز وحدة الكونغو. وكذلك هو بطل الاستقلال".  ويؤكد الابن "قمنا بإعادة تنشيط حركة باتريس لومومبا القومية الكونغولية" التي أنشأها والده في عام 1958. وتدعم الحركة "الاتحاد المقدس" الذي وضعه الرئيس الحالي بعدما أنهى تحالفه مع سلفه جوزيف كابيلا. 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم