هل غيّر زيلينسكي رأيه بخطورة التهديد الروسي؟

في الساعات القليلة الماضية ازدادت المؤشرات إلى احتمال قيام روسيا بغزو واسع للأراضي الأوكرانية. وزير الخارجية الفرنسية جان-إيف لودريان أعلن أنّ "جميع العناصر" موجودة كي تنفّذ روسيا "اجتياحاً كبيراً" في أوكرانيا.

الموقف عن وزارة الخارجية البريطانية لم يكن أكثر ميلاً للتهدئة. وزيرة الخارجية ليز تراس التي ترأست اجتماع "كوبرا" لمناقشة احتمال الاجتياح وتداعياته قالت إنّ بإمكان بوتين شنّ اجتياح بشكل "شبه فوري".

وأعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أنّ الاجتياح قد يحصل في غضون 48 ساعة. وعلى الضفة الأميركية، كانت التطورات مثيرة للقلق.

لفت وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى نقل سفارة بلاده من كييف إلى لفيف غربي البلاد (بالقرب من بولونيا) على خلفية الأزمة. وأعلن مسؤول أميركي أنّ وحدات عسكرية روسية تحركت نحو مواقع هجومية.

في هذا الوقت، ذكر تقرير لوكالة "رويترز" أنّ مقاتلين مرتزقة من الروس على ارتباط بالمؤسسات الأمنية في موسكو كثفوا وجودهم في أوكرانيا خلال الأسابيع الأخيرة.  

وقالت ثلاثة مصادر أمنية غربية إنّ روسيا قد تستخدم هؤلاء المرتزقة لنشر الخلاف وشل أوكرانيا من خلال عمليات الاغتيال.

على الرغم من أهمية جميع هذه المؤشرات، قد يكون موقف كييف الأكثر لفتاً للأنظار اليوم. ففي حين كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مصراً خلال الأسابيع القليلة الماضية على تخفيف حجم التوتر والطلب من شركاء بلاده الغربيين تخفيف حدة تصريحاتهم، أصدر زيلينسكي اليوم موقفاً مغايراً.

فهو قال رداً على إشارة الأميركيين إلى أنّ الهجوم قد يحصل يوم الأربعاء المقبل في 16 شباط، إنّ يدعو كي يكون هذا اليوم مناسبة لإظهار وحدة الأوكرانيين أمام العالم ورفع الأعلام الأوكرانية. وتساءل مراقبون عمّا إذا كان زيلينسكي قد حصل على معلومات استخبارية جديدة.

لكن بحسب وكالة "بلومبيرغ"، كان "يوم الوحدة" هذا، مجدداً، كلاماً للسخرية من التحذيرات الغربية. مع ذلك، أدى تصريح زيلينسكي إلى إخافة الأسواق فلامس خام غرب تكساس 95 دولاراً للبرميل للمرة الأولى منذ 2014.

وكان المستشار الألماني أولاف شولتز قد زار كييف اليوم لمناقشة آخر التطورات ومن المتوقع أن يزور موسكو غداً الثلاثاء حيث سيلتقي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.