الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

"اختلافات كبيرة"... حلف الأطلسي وروسيا يكشفان عن تطوّرات الأزمة الأوكرانية

المصدر: "أ ف ب"
دول حلف شمال الأطلسي (أ ف ب).
دول حلف شمال الأطلسي (أ ف ب).
A+ A-
واجهت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون عقبة خلال المحادثات مع موسكو اليوم في مقر حلف شمال الأطلسي في بروكسيل سعياً لتجنّب نزاع جديد في أوكرانيا.

وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ في ختام اجتماع استمر قرابة أربع ساعات في مقر الحلف مع مساعد وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو إنّه "ثمة اختلافات رئيسية بين الحلفاء وروسيا حول هذه المسائل".

وأضاف بأنه "سيكون من المستحيل لأعضاء الحلف البالغ عددهم 30 الموافقة على المطالب الجوهرية لموسكو المتعلقة بنظام أمن جديد في أوروبا"، وشدّد خصوصاً على أنه "لن يكون لروسيا حقّ تعطيل انضمام أوكرانيا المحتمل للحلف في نهاية المطاف".

وكانت حكومة الرئيس فلاديمير بوتين قد قدمت للغرب لائحة من المطالب تضمن استبعاد ضمّ أعضاء جدد مثل أوكرانيا وجورجيا وفنلندا على ضفته الشرقية وطالبت بقيود على انتشار قوات الحلف في جمهوريات سوفياتية سابقة انضمت للحلف بعد الحرب الباردة.

ورأى ستولتنبرغ "مؤشراً إيجابياً" في تمكن الطرفين من الجلوس معاً وفي إحياء منصة مجلس ناتو- روسيا وفي أن أعضاء الحلف دعوا روسيا للموافقة على سلسلة من المباحثات لمناقشة مسألة مراقبة التسلّح و"العديد من المسائل لمنع نزاع مسلح جديد".

وأوضح بأن "موسكو لم تكن في وضع يخولها الموافقة على ذلك المقترح. وفيما لم يرفضوه إلّا أن الموفدين الروس أوضحوا بأنهم يحتاجون لبعض الوقت للعودة إلى حلف الأطلسي مع الردّ".

غير أن ستولتنبرغ نبه إلى أن روسيا لن تكون مخولة تعطيل أيّ مسعى من أوكرانيا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، داعياً إلى "خفض التصعيد" فيما يتعلق بالتعزيزات العسكرية الروسية عند حدود جارتها.

وقال إن "أوكرانيا دولة ذات سيادة، لأوكرانيا حق الدفاع عن نفسها، أوكرانيا لا تمثل تهديداً لروسيا"، مضيفاً "روسيا هي المعتدي. روسيا هي من استخدم القوة ويستمر في استخدام القوة ضد أوكرانيا".

وتابع: "وهم يحشدون قرابة 100 ألف عنصر ومدفعية ومدرعات ومسيّرات وعشرات آلاف الجنود الجاهزين للقتال مستخدمين خطاب تهديد، هذه هي المشكلة".

وافقت موسكو على إعادة إحياء مجلس ناتو-روسيا وهو هيئة استشارية أُنشئت العام 2002 وعُلّقت أعمالها في تموز 2019 .

لحظة الحقيقة
جرت محادثات بين روسيا وناتو في العام 2019، لكن التعاون العملي بين الفريقين توقف في العام 2014 بعد غزو روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية وضمّها إليها. وسُحبت البعثة الدبلوماسية الروسية لدى ناتو في تشرين الأول بعد طرد ثمانية أعضاء منها تشتبه القوى الغربية في قيامهم بالتجسّس.

لكن ألكسندر غروشكو عاد ليواجه ستولتنبرغ ونائبة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان بعدما كان قد وصف الاجتماع في وقت سابق هذا الأسبوع بأنه "لحظة الحقيقة" في العلاقات بين روسيا والحلف.

بعد الاجتماع كتبت شيرمان في تغريدة "خلال اجتماع مجلس ناتو- روسيا اليوم، أعدت تأكيد المبادئ الرئيسية للنظام الدولي وللأمن الأوروبي: لكل دولة الحق السيادي في اختيار مسارها".

وكانت شيرمان التقت في وقت سابق هذا الأسبوع بموفدين من الكرملين في جنيف لحوار روسي أميركي مباشر، ووعد مسؤولون أميركيون بالتضامن في وقت تم توسيع المحادثات لتشمل سفراء من أعضاء الحلف الثلاثين.

قبيل المحادثات قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن "استمرار سياسة الباب المفتوح التي يتبعها ناتو والتقدّم الإضافي لحلف شمال الأطلسي نحو حدودنا هو بالتحديد ما يهدّدنا من وجهة نظرنا".

أضاف: "هذا بالضبط ما نطلب عدم استمراره من خلال تقديم ضمانات ملزمة قانوناً".

ورفض بيسكوف الخوض في مسألة ما إذا كانت روسيا ستشن عملية عسكرية في حال رفض هذه الضمانات وقال "لا نرغب في إطلاق التهديدات وتحديد المهل على غرار مسؤولين أميركيين".

"مواقف واضحة"
حذّر وزير خارجية الاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل في تصريحات على مدوّنته من أن روسيا تريد "إعادة تشكيل الكتلة الجيوسياسية السوفياتية في أوروبا ومحاولة الفصل بين الولايات المتحدة وأوروبا. ومن الواضح أن هذه الأهداف غير مقبولة".

وشدّد الديبلوماسي الأوروبي على "ضرورة أن نتوخى أكبر قدر من الحذر. ليس لدينا أي سبب للاعتقاد بأن عملية ما ستبدأ. نحن لا نتفاوض حتى".

وأكّد بوريل أن "دول الاتحاد الأوروبي 21 منها أعضاء في حلف شمال الأطلسي يجب أن يكون لديها مواقف واضحة في المحادثات حول هندسة أمن أوروبا وعلينا أن نصوغ ردّنا في حال نفّذت روسيا تهديداتها ضد أوكرانيا".

وستكون مسألة "مساهمة الاتحاد الأوروبي المُحدّدة" في قلب اجتماعات وزراء خارجية ودفاع دول الاتحاد الأوروبي الخميس والجمعة في بريست.

وأشار بوريل إلى "عقوبات منسّقة" وخطوات أخرى غير محدّدة. وقال: "نحن لسنا تحالفًا عسكريًا، بل لدينا الوسائل لتعزيز مصالحنا الأمنية ومصالح شركائنا".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم