الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

جماعات مسلّحة تثير الرعب في موزمبيق: الجهاديّون يطوّرون تكتيكاتهم

المصدر: أ ف ب
 الرئيس الموزمبيقي فيليب نيوسي (إلى اليمين) خلال زيارته قوات الدفاع والأمن في شمال موزمبيق (9 تموز 2021، أ ب).
الرئيس الموزمبيقي فيليب نيوسي (إلى اليمين) خلال زيارته قوات الدفاع والأمن في شمال موزمبيق (9 تموز 2021، أ ب).
A+ A-
بعد خمسة أشهر على وصول قوات عسكرية أجنبية إلى موزمبيق لإسناد البلد الواقع في أفريقيا الجنوبية في معركته ضدّ جماعات مسلّحة تبثّ منذ سنوات الرعب في شماله، تواصل هذه الجماعات الجهادية شنّ هجمات دامية بعدما نجحت في تطوير تكتيكاتها وتعزيز قدراتها الميدانية.

ولم يكتف الجهاديون بتكثيف وتيرة هجماتهم ضدّ القرى والمدنيين في مقاطعة كابو ديلغادو ذات الغالبية المسلمة، بل وسّعوا نطاقها إلى مقاطعات أخرى مجاورة في شمال البلاد وصولاً حتّى إلى تنزانيا، بحسب شهود وخبراء في هذا النزاع المستمرّ منذ أربع سنوات والذي أجبر حتّى اليوم أكثر من 800 ألف شخص على الفرار من منازلهم.

وفي الأسبوع الماضي، أضرم جهاديون النار في عشرات المنازل في منطقة ماكوميا، وقطعوا رأس شخص وقتلوا اثنين آخرين بالرصاص، بحسب سكان.

وقال عبودو سيتوبي لوكالة فرانس برس إنّ الجهاديين وبعدما أطلقوا النار على امرأة مسنّة، ألقوا بجثتها في مبنى كانوا قد أضرموا النار به، فلم يتبقّ للعائلة المفجوعة سوى بقايا جثة متفحم لدفنها.

وأضاف أنّ "الناس يريدون اللجوء إلى أماكن أخرى".

ومنذ تشرين الأول تزرع هذه الجماعات المسلّحة التي بايعت تنظيم الدولة الإسلامية الرعب في كابو ديلغادو، المقاطعة الفقيرة على الرّغم من أنّها غنية بالغاز الطبيعي.

وفي آذار، شنّ الجهاديون هجوماً كانوا قد خطّطوا له بعناية على ميناء بالما، ممّا أسفر عن مقتل العشرات وتسبّب بنزوح جماعي للسكّان. 

وفي أعقاب هذا الهجوم الذي استهدف منطقة تبعد أقلّ من 10 كيلومترات من العمليات الصناعية لـ"توتال" ممّا اضطرّ المجموعة النفطية الفرنسية العملاقة لتعليق مشروع ضخم للغاز بمليارات اليوروهات، عرضت دول أفريقية على موزمبيق مساعدتها عسكرياً.

وسرعان ما نشرت هذه الدول، تقودها جنوب أفريقيا ورواندا، قوات عسكرية في شمال موزمبيق، فيما تولّى عسكريون أميركيون وأوروبيون تدريب كوادر عسكرية.

لكن على الرّغم من كلّ هذه التعزيزات والتدريبات العسكرية فقد وجد المدنيون أنفسهم لوحدهم أمام الهجمات الجهادية التي استهدفتهم في الآونة الأخيرة، إذ لم تتصدّ لهؤلاء المسلّحين أي قوات عسكرية أو أمنية، على الرّغم من أنّ "وحدات من الجيش كانت متمركزة في قرية مجاورة"، بحسب ما أكّد شاهد قال إنّه ينتمي إلى ميليشيا شكّلها السّكان للدفاع عن أنفسهم.

وقالت جوديت بولينو التي تملك متجراً في ماكوميا لوكالة فرانس برس إنّ "السكان المحليّين يتّجهون إلى المدن، إنّهم خائفون".

والجمعة قال رئيس موزمبيق فيليب نيوسي خلال احتفال تخريج ضباط في الشرطة "هناك شائعات عن عدم استقرار في ميكولا بمقاطعة نياسا، يجب حلّ هذا الأمر بسرعة".

وبسهولة فائقة تمكّنت الجماعات الجهادية من تجنيد مقاتلين من الفلاحين والصيادين المحليّين، مستفيدة في ذلك من الغضب الذي يشعر به هؤلاء بسبب عدم استفادتهم من الاستثمارات الضخمة التي حصلت في منطقتهم منذ اكتشفت في مياه بحرهم احتياطيات ضخمة من الغاز الطبيعي.

وكانت حكومة موزمبيق وعدت في أعقاب استعادتها السيطرة على بالما ودحر الجهاديين من المدينة بتحسين أوضاع السكّان.

وقال يوهان فيليوين الباحث في معهد دينيس هيرلي للسلام إنّ "الأولوية بالنسبة للروانديين هي حماية المنطقة المحيطة بمنشآت توتال".

وأكّد هذا الباحث الذي عاد الأسبوع الماضي من زيارة للمنطقة أنّه تلقّى تقارير عن وقوع هجمات في مقاطعات مجاورة لكابو ديلغادو، وصولاً حتى إلى تنزانيا.

بدوره قال بورغس نهامير، الباحث في معهد الدراسات الأمنية في بريتوريا، إنّ الجماعات المسلّحة تشتّت على ما يبدو إلى مجموعات صغيرة، الأمر الذي مكّنها من توسيع نطاق هجماتها.

وأضاف لوكالة فرانس برس "كان متوقّعاً أن يتطوّر النزاع وأن يتشتّت المتمرّدون الى مجموعات صغيرة وأن يجدوا طريقة للبقاء على قيد الحياة" بعد الهجوم الذي شنّه ضدّهم جيش موزمبيق بمؤازرة من 3100 عسكري أجنبي.

وأكّد نهامير أنّ "نطاق الهجمات بلغ تنزانيا والضفّة الشمالية لنهر روفوما ".

وفي ولاية نياسا، تعرّض مستشفى لهجوم هذا الأسبوع ونُهبت متاجر، بحسب ما أفاد شهود وكالة فرانس برس. 

وقال كارليتوس موكونا الذي يقطن في ميكولا، إنّ "الناس خائفون، يريدون المغادرة".

وقتل أكثر من 3500 شخص، نصفهم تقريباً من المدنيين، منذ بدأ النزاع في شمال موزمبيق بحسب منظمة آكليد غير الحكومية الأميركية.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم