الخميس - 09 أيار 2024

إعلان

تركيا وإسرائيل تعزّزان جهودهما الديبلوماسيّة لحل الأزمة في أوكرانيا... "بوتين يحترم القوة"

المصدر: أ ف ب
وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو متكلما خلال مؤتمر صحافي بعد اجتماعه بنظيريه الروسي والأوكراني في أنطاليا (10 آذار 2022، أ ف ب).
وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو متكلما خلال مؤتمر صحافي بعد اجتماعه بنظيريه الروسي والأوكراني في أنطاليا (10 آذار 2022، أ ف ب).
A+ A-
تنشط القنوات الديبلوماسية التركية والإسرائيلية للوصول إلى مخرج لأزمة الحرب في أوكرانيا، ولكن على الرغم من جهود الوساطة، يبقى القرار النهائي بيد فلاديمير بوتين، بحسب خبراء.

وبدأت المحادثات بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأوكراني دميترو كوليبا في جنوب تركيا الخميس في حضور نظيرهما التركي.

وقال لافروف بعد محادثاته مع كوليبا وهي الأولى منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط  إن "اجتماع اليوم أكد أن صيغة (التفاوض) الروسية الأوكرانية في بيلاروسيا لا بديل لها".

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت أطلق أيضا جهود وساطة نهاية الأسبوع الماضي مع زيارة قام بها إلى موسكو حيث اجتمع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

- "ليسا الغرب" -
في مقالة افتتاحية نشرت على الانترنت في 26 من شباط الماضي قبل حذفها، قال الكاتب بيوتر اكوبوف من وكالة "ريا نوفوستي" الروسية "لم تتحد روسيا الغرب فحسب، إنما ايضا أظهرت أن عصر الهيمنة الغربية العالمية يمكن اعتباره منتهيا بشكل كامل ونهائي".

ويقول إيغور ديلانوي نائب مدير المرصد الفرنسي الروسي إنه على الرغم من عضوية تركيا في حلف شمال الأطلسي (ناتو) وقرب إسرائيل من الولايات المتحدة، فإن البلدين "ليسا الغرب"، ولم يقوما بفرض عقوبات أو إغلاق مجالاتهما الجوية.

وخلافا لفرنسا الذي يقوم رئيسها إيمانويل ماكرون بتكثيف مكالماته الهاتفية مع الرئيسين الروسي والأوكراني، فإن كل من أنقرة والدولة العبرية استخدامتا بشكل منتظم القوة خارج حدودهما.

ويرى مصدر في الاستخبارات الفرنسية أن "فلاديمير بوتين يحترم القوة. وبدأ باحترام رجب طيب اردوغان في اليوم الذي قام فيه الأخير بإسقاط طائرة سوخوي (سو-24) روسية في سوريا".

ويؤكد سفير تركيا في فرنسا علي اونانير أنه "خلافا للصورة النمطية عن تحالف ظرفي بين روسيا وتركيا، فإن الأخيرة هي العضو الوحيد في الناتو التي رسمت حدودا للروس، في سوريا وليبيا وغيرهما".

وفي ما يتعلق بإسرائيل، يقول مصدر ديبلوماسي إن موقف بلاده وسياستها "منذ بداية الصراع" يسمح لها بأن "تكون الطرف الوحيد القادر على إجراء حوار مباشر مع روسيا وأوكرانيا، ومع الدول الغربية مثل فرنسا او ألمانيا".

وأضاف المصدر أن بلاده"دولة يحترمها الروس أيضا لأنها تعرف كيف تواجه أعداءها".

- سوريا- 
وتعامل البلدان أيضا مع روسيا في ساحة حرب استراتيجية بالنسبة لهما، في سوريا. ووجد كل منهما نفسه في مواجهة بدرجات متفاوتة، مع موسكو التي تدعم نظام الرئيس بشار الأسد في دمشق حليفة إيران.

ويؤكد سفير تركيا في فرنسا "خلال الأزمة السورية، أجرى المسؤولون الأتراك والروس بانتظام مفاوضات متوترة للدفاع عن مواقف متعارضة. تركيا هي العضو في الناتو الذي اكتسب أكبر خبرة في التعامل مع القضايا الصعبة مع روسيا".

وبالنسبة للمصدر الإسرائيلي فإن بلاده "لديها حدود مشتركة مع روسيا، وهي سوريا" حيث تسيطر الطائرات الحربية الروسية على الأجواء السورية في معظم المناطق، ولكنها تسمح لإسرائيل بشن غارات جوية.

- موقف ملتبس -
وإلى القيود الاستراتيجية الناجمة عن الوضع في سوريا، تضاف عناصر ثنائية محضة تضع البلدين في ازدواجية حيال النزاع الدائر حاليا.

وتقاربت تركيا في السنوات الأخيرة مع موسكو، ولكنها قامت أيضا بتزويد أوكرانيا طائرات مسيرة عسكرية، وتشعر بالقلق على مصير أقلية التتر الناطقين بالتركية في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في العام 2014.

وفي إسرائيل، ثمة عدد كبير من السكان الناطقين بالروسية.

ورأى بيار رازو المدير الأكاديمي للمؤسسة المتوسطية للدراسات الاستراتيجية أن البلدين " منزعجان للغاية لأن لديهما علاقات وثيقة مع كل من الأوكرانيين ومع الروس".

وأوضح أن إسرائيل وتركيا "ترفضان الانحياز إلى أي طرف. واضطرتا إلى حد ما لإدانة الهجوم الروسي ولكنهما ترغبان بإظهار استعدادهم للحوار".

- هل هناك فرص للنجاح؟ -
ويؤكد رازو أن "جميع قنوات التفاوض مفيدة ولكن لا أعتقد أنها ستفضي إلى أي شيء".

ويتفق المحلل مارك بيريني من كارنيغي اوروبا في بروكسيل مع ذلك، موضحا أنه "من الجيد جدا أن تركيا وإسرائيل تحاولان، ولكن لا أرى أن لذلك أهمية أساسية".

ويؤكد بيريني "لا أعتقد أن الحل السلمي سيمر عبر تركيا أو إسرائيل لأن مواجهة بوتين هي مع بايدن والناتو، ولست متأكدا من أنه يريد مخرجا من الأزمة".

وتابع" في نهاية المطاف، الأسئلة التي تهمنا هي إلى أي مدى يمكن ان تواصل القوات الروسية التقدم في أوكرانيا ونطاق العقوبات".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم