الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

اغتيال فخري زاده قد يقوّض الخطط الديبلوماسية لبايدن

المصدر: النهار
حاملة الطائرات الأميركية"نيميتز" والمدمرة "فيليبين سي" لدى عبورهما مضيق هرمز في 18 أيلول 2020.   (أ ف ب)
حاملة الطائرات الأميركية"نيميتز" والمدمرة "فيليبين سي" لدى عبورهما مضيق هرمز في 18 أيلول 2020. (أ ف ب)
A+ A-
 
تنطوي عملية اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده اتّهمت طهران إسرائيل بالوقوف خلفها، على خطر رفع منسوب التوتر في المنطقة، ولكن أيضا تعقيد خطط الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن لمعاودة الحوار مع الجمهورية الإسلامية، بحسب محللين. واتّهمت إيران إسرائيل بالسعي لإثارة "فوضى" في المنطقة عبر اغتيال فخري زاده (59 سنة) ولمحت بدرجة كبيرة إلى أن الدولة العبرية حصلت على ضوء أخضر من الولايات المتحدة لتنفيذ العملية. ولم تعلّق واشنطن رسميا على العملية، التي تمثلت في استهداف مسلّحين سيارة فخري زاده في مدينة أبسرد بمقاطعة دماوند شرق طهران، وفق وزارة الدفاع الإيرانية.  لكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعاد مشاركة منشورات لأشخاص آخرين على تويتر بما في ذلك تغريدة جاء فيها أن العالم "مطلوب لدى الموساد منذ سنوات عدة"، في إشارة إلى جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي. وأعلن ترامب في 2018 انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الذي أبرمته دول كبرى عدة مع إيران وأطلق حملة "ضغوط قصوى" على الجمهورية الإسلامية، يبدو أنه عازم على مواصلتها حتى مغادرته السلطة في كانون الثاني.
 
بدوره، أعلن  الجمعة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الذي زار إسرائيل أخيراً، عن عقوبات اقتصادية جديدة ضد عدد من الشركات الصينية والروسية المتهمة بدعم برنامج الصواريخ الإيراني. وقال مسؤول أميركي رفيع كان برفقة بومبيو لدى توقفه في أبوظبي إن "هذه الإدارة... باقية حتى 20 كانون الثاني... وستواصل سياساتها".  وأضاف: "آمل في أن يتم استخدام وسائل الضغط هذه التي تعمل الإدارة جاهدة للتزود بها، من أجل تحقيق غرض جيد هو إجبار الإيرانيين مرة جديدة على التصرف كدولة طبيعية". 
 
"عمل إجرامي" 
لكن بالنسبة لبعض المحللين الأميركيين، كان قتل فخري زاده عملية خطيرة تقوّض رغبة بايدن المعلنة في عرض "مسار موثوق للعودة إلى الديموقراطية" على الإيرانيين، في خطوة باتّجاه إعادة الولايات المتحدة الانضمام إلى الاتفاق النووي. وفي تغريدة الجمعة، وصف مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي أي" سابقاً جون برينان قتل العالم الإيراني بـ"العمل الإجرامي والمتهوّر بدرجة كبيرة"، قائلا إنه يحمل خطر إطلاق "أعمال انتقامية قاتلة وجولة جديدة من النزاع في المنطقة". وحضّ برينان الذي ترأّس "السي آي أي" من 2013 حتى 2017 عندما كان باراك أوباما رئيسا وبايدن نائبه، إيران على "انتظار عودة قيادة أميركية مسؤولة إلى الساحة الدولية ومقاومة الرغبة بالرد على الجناة المفترضين". وبينما كانت واشنطن تعيد حاملة الطائرات الأميركية "يو إس إس  نيميتز" مع مجموعتها من السفن الحربية إلى منطقة الخليج وسط إصراراها إلى أن لا علاقة بين الخطوة وعملية الاغتيال، حذّرت ألمانيا السبت من أي "تصعيد" جديد.
 
"عمل مشين" 
ويتفق المتخصص في مجال الدفاع لدى جامعة جورج واشنطن بن فريدمان مع هذه الرؤية قائلا إن عملية القتل كانت "عملا تخريبيا ضد الديبلوماسية والمصالح الأميركية ... وستساعد على الأرجح المتشددين الإيرانيين الذين يسعون إلى (امتلاك) الأسلحة النووية".
 
أما مستشار أوباما السابق بن رودس فقد رأى أن "هذا العمل المشين هدفه تقويض الديبلوماسية بين الإدارة الأميركية المقبلة وإيران". وأضاف: "حان الوقت لوقف هذا التصعيد المتواصل". لكن بعض المحللين رأوا أن اغتيال فخري زاده يقدّم ورقة ضغط للإدارة الأميركية المقبلة يمكن الاستفادة منها في أي مفاوضات محتملة مع طهران. 
 
وقال مدير "مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات" مارك دوبويتز: "لا يزال هناك نحو شهرين قبل تولي جو بايدن السلطة"، مما يعني برأيه أن لدى "الولايات المتحدة وإسرائيل الكثير من الوقت لإلحاق أضرار شديدة بالنظام في إيران وتوفير أوراق ضغط لإدارة بايدن".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم