الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

الأوكرانيون متعبون... لكن "سيواصلون القتال"

المصدر: "النهار"
جورج عيسى
تدريبات للجيش الأوكراني في 10 شباط 2022 - "أ ب"
تدريبات للجيش الأوكراني في 10 شباط 2022 - "أ ب"
A+ A-

ذكر موقع "ذا ديسباتش" أنّ أوكرانيا في 2022 هي أكثر استعداداً بكثير لمواجهة أي غزو روسي بالمقارنة مع ما كانت عليه منذ ثمانية أعوام. اليوم، أصبح الجيش الأوكراني واحداً من أكبر الجيوش الأوروبية مع أكثر من 200 ألف عنصر في الخدمة و900 ألف في الاحتياط. وحصل الجيش على أسلحة أطلسية مثل مسيّرات "بيرقدار" التركية وصواريخ "جافلين" المضادة للدبابات، كما حصل على تدريبات من الغرب. بذلك، سيواجه بوتين خصماً مذهلاً لو قرر غزو أوكرانيا.

لقد علّمت 2014 مواطني أوكرانيا درساً صعباً في الاعتماد على النفس. قال الطاهي ميخائيل كوليشوف المقيم في بوشا بالقرب من العاصمة إن الحياة انقسمت إلى ما قبل وما بعد 2014.

حين أصبح واضحاً أنّ المجتمع الدولي غير قادر على ردع روسيا، اشترى الأوكرانيون السلاح وتدربوا على تكتيكات حرب المدن وتلقوا دروساً في الإسعافات الأولية وشكّلوا كتائب متطوعة. وتضاعفت جهودهم بعد الحشد الروسي الأخير.

تمت إحاطة مشرعين أميركيين مؤخراً بتقرير استخباري غربي أشار إلى أن اجتياحاً روسياً كاملاً يصل إلى العاصمة قد يقتل 50 ألف مدني ويثير موجة لجوء لما بين مليون و5 ملايين نسمة. وقدر التقرير سقوط بين 5 و 25 ألف جندي أوكراني و 3 إلى 10 آلاف جندي روسي ضحية لهذا الغزو. رفضت روسيا هذا التقرير الذي انتشر بشدة على أنه "جنون وإثارة للرعب".

"لا نصاب بالذعر. نحن نستعد وحسب"، يقول الصحافي أوليكسي لاديكا من شرق أوكرانيا. وتابع: "عليكم فهم أننا كنا في الحرب لثمانية أعوام. ... ليس أمراً جديداً بالنسبة إلينا وليس امراً غريباً بالنسبة إلينا".

أشارت تقديرات حكومية إلى أن 130 ألفاً من نظراء لاديكا تطوعوا للقتال دفاعاً عن المدن والبلدات في أوكرانيا. ويستعد آخرون لمحاربة احتلال روسي عبر حرب العصابات، وهو تكتيك انغمس فيه الأوكرانيون بشدة بفعل تاريخ دموي من الاجتياحات الأجنبية.

"لقد كنا نقاتل لاستقلالنا طوال ثمانية أعوام ونحن معتادون أساساً على الأخبار العسكرية وموت الأصدقاء وأصدقاء الأصدقاء" بحسب ما يقوله الناشط والمدون الذي قاتل القوات الروسية في بداية الحرب فيتالي أوفراشنكو. "حيث أعيش، يتم الإعداد للملاجئ المقاومة للقنابل. يناقش الأصدقاء ما سنفعله حين يشن الروس هجوماً ضخماً. الجنود أكثر انتشاراً في الشوارع الآن".

وعلى الرغم من أن السلطات في كييف تدعو إلى ضبط النفس، يدرك الأوكرانيون إلى أن الوضع قد يتدهور في أي لحظة.

أدى القتال في شرق البلاد إلى نزوح قرابة 1.5 مليون نسمة، مما يزيد المخاوف بشأن الاجتياح الروسي المحتمل الذي قد يطلق أزمة إنسانية شاملة.

وذكر الموقع نفسه أنّ الاستراتيجية الروسية تقوم على نشر "الهستيريا" في أوكرانيا حيث صدر في 2022 وحدها أكثر من 300 تهديد مزيف بوجود قنبلة، مصدرها روسيا على الأرجح. وتقول خدمة الأمن في أوكرانيا إنّ الهدف هو تأسيس ظروف أكثر ضغطاً على أوكرانيا إضافة إلى "زرع القلق والذعر في المجتمع".

بعد ثمانية أعوام من الحرب النفسية والهجينة، الأوكرانيون متعبون لكن مصممون. "نريد العيش في دولة مسالمة. نريد الذهاب إلى العمل. نريد الذهاب إلى المتنزه مع أطفالنا" بحسب ما يقول الصحافي لاديكا. "لا نريد أي حرب. نحن نريد فقط أن يتوقف هذا".

بينما يقول المدوّن أوفراشنكو: "نحن مضطرون للدفاع عن ديموقراطيتنا اليافعة وعن قيمنا وعائلاتنا". وأضاف: "سنستمر في القتال".

 

 

 

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم