الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

فرنسا: تدشين نصب تذكاري بريطاني كبير تكريماً لضحايا إنزال النورماندي

المصدر: أ ف ب
تمثال عند مدخل النصب التذكاري البريطاني الجديد في فير سور مير (6 حزيران 2021، أ ف ب).
تمثال عند مدخل النصب التذكاري البريطاني الجديد في فير سور مير (6 حزيران 2021، أ ف ب).
A+ A-
تم تدشين نصب تذكاري بريطاني كبير، الأحد، في شمال غرب فرنسا يخلّد ذكرى 22442 رجلا وامرأة قضوا في ظلّ القيادة البريطانية عام 1944 في إنزال النورماندي والمعارك اللاحقة لتحرير أوروبا من النازية. 

والنصب الذي يحمل أسماء الضحايا، تم تدشينه في الذكرى السابعة والسبعين للإنزال في شمال فرنسا المحتل حينها من ألمانيا النازية.

وخلال مراسم وضع الأكاليل، حلّقت في أجواء الموقع طائرات دورية الاستعراض الجوي الفرنسي على دفعتين، وفق سلطات المنطقة التي أفادت أيضا بتحليق طائرات تعود لحقبة الإنزال خلال الاحتفال الذي استمر ساعة و15 دقيقة.

ومثّل السفير البريطاني إلى فرنسا إدوارد لوالين بلاده في احتفال التدشين الذي شاركت فيه وزيرة الجيوش الفرنسية فلورنس بارلي.

وبسبب جائحة كوفيد-19 تعذّر على غالبية المحاربين القدامى المشاركة، إلا أن السفير البريطاني أوضح أن الاحتفال تم بثّه على الإنترنت.

ويطلّ الموقع التذكاري على "غولد بيتش" أحد شواطئ الإنزال البريطانية الثلاثة في 6 حزيران 1944 لبدء تحرير أوروبا الغربية من الاحتلال.

وبلغت كلفة انشاء الموقع 33 مليون جنيه استرليني بتمويل من الحكومة البريطانية وجهات خاصة، وهو الأول من نوعه في النورماندي لتكريم الضحايا.

في بيان، قال صندوق النورماندي التذكاري إن "بناء نصب تذكاري وطني في النورماندي طموح قديم لمحاربي النورماندي المحبطين لأن بريطانيا وحدها من بين الحلفاء الرئيسيين في زمن الحرب لم تشيّد مثل هذا النصب". 

يتألف النصب التذكاري من سلسلة من 160 عمودا من الحجر الأبيض مرتبة في مستطيل مفتوح على حديقة كبيرة تتخللها بعض الأشجار الصغيرة، وفق ما عاين صحافي من وكالة فرانس برس. وأسماء الجنود منقوشة وفق ترتيب زمني من السادس من حزيران إلى 31 آب 1944.

واستُخدم ما يقرب من أربعة آلاف طن من الحجارة لبناء الموقع، وفق السفارة البريطانية في فرنسا.

وقال ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز في رسالة فيديو نشرها صندوق النورماندي إن النصب "مستحق منذ فترة طويلة". وأضاف أن "ذكرى هؤلاء الأفراد المتميزين يجب أن تبقى لأجيال قادمة كمثال على الشجاعة الشخصية والتضحية". 

وتابع أن الموقع "سيوفر مكانا للتأمل الخاص والدائم حيث سيتمكن الزوار من التفكير في ما ندين به لكل من قاموا بواجبهم بشجاعة وإيثار وتصميم استثنائيين".

شارك في الإنزال أفراد من 38 بلدا تحت القيادة البريطانية، وكان من بين المشاركين 177 فرنسيا من كتيبة كوماندوس كيففر من مقاتلي المقاومة.

- "كثير من البحث" -
قال مدير المشروع ستيفن دين لوكالة فرانس برس "نتوقع نحو 250 ألف" زائر سنويا إذا "كان عدد الزيارات مشابها لما تشهده مواقع أخرى" مثل موقع أرومانش الواقع على مسافة ستّة كيلومترات.

وأوضح أن النصب هو "المكان الوحيد الذي تظهر فيه جميع الأسماء. تطلب العثور على أسمائهم كثيرا من البحث". 

حتى الآن، ظلّ المكان الرئيسي لإحياء ذكرى البريطانيين الراحلين هو المقبرة البريطانية في بلدة بايو الواقعة على مسافة 15 كيلومترا من فير إنلاند، وهي تحوي رفات 3935 عسكريا من المملكة المتحدة. كما تضم المقبرة نصبا تذكاريا يكرم 1807 بريطانيين لم يعثر على رفاتهم. 

واستقبلت مقبرة كولفيل سور مير الأميركية التي تضم عشرة آلاف قبر على شاطئ أوماها والواقعة على بعد حوالى 25 كيلومترا غرب فير سور مير، أكثر من مليون زائر قبل ظهور فيروس كوفيد-19.

ويحمل الموقع طابعا رمزيا باعتباره شاهدا على العلاقات التاريخية القوية بين الجارتين عقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. 

ويضم الموقع أيضا نصبا تذكاريا لإحياء ذكرى نحو عشرين ألف فرنسي قضوا نتيجة القتال والقصف خلال معركة النورماندي في حزيران نهاية صيف العام 1944.

ويعد إنزال قوات الحلفاء في 6 حزيران 1944 أكبر عمليّة بحرية لناحية عدد السفن والقوات المشاركة.

بنهاية الإنزال، وصل 156 ألف عسكري و20 ألف عربة للحلفاء إلى شمال فرنسا المحتل من النازيين رغم مواجهتهم وابلا من الرصاص وقصف المدفعية والطائرات.   

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم