الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

ألمانيا أمام حتميّة الانتقال البيئي للطاقة بعد إغلاق منشأة للطاقة النووية

المصدر: "أ ف ب"
"مرحبًا بكم في محطة غوندريمينغن" (تعبيرية- أ ف ب).
"مرحبًا بكم في محطة غوندريمينغن" (تعبيرية- أ ف ب).
A+ A-
لا يزال اقتناء محطة للطاقة النووية مصدر فخر لبلدة جوندرمينجين البافارية، لكن صفحة ستطوى مع اغلاق قريباً هذه المنشأة لمواكبة ألمانيا في ثورتها في مجال الطاقة.

يطلّ منزل وولفغانغ، ماير رئيس بلدية هذه البلدة حتى عام 2014، على المجمع المهيب المجهز ببرجي تبريد بارتفاع 160 متراً وهما أعلى من أبراج كاتدرائية كولونيا.

لا يزال القسم الناشط من المحطة ينتج 10 مليارات كيلوواط سنوياً ما يكفي لإمداد مدينة ميونيخ بالكهرباء. وسيتوقف العمل بمحطة غوندريمينغن في 31 كانون الأول 2021، تماماً كمنشأتين اخريين شمال ألمانيا.

في بلد نشأت فيه مخاوف لدى الحركة النافذة المعارضة للنووي من نزاع مرتبط بالحرب الباردة ثم حوادث كحادثة تشرنوبيل، حظي الاعلان بدعم كبير في صفوف الرأي العام.

في المقابل، أبرمت الحكومة الألمانية اتفاقاً لدفع تعويضات بقيمة 2,4 مليار يورو مع مجموعات الطاقة المتضررة من عملية تسريع التخلص من الطاقة النووية الذي قررته المستشارة أنغيلا ميركل في 2011 بعد كارثة فوكوشيما.

في السياق، أعلنت برلين في بيان، الجمعة، أن "الحكومة ستدفع تعويضات تصل إلى 2,428 مليار يورو" لمجموعات "ايون" و"ار دبليو اي" و"فاتنفول" و"اي ان بي دبليو" التي كانت تشغل المحطات النووية الألمانية وسيغلق معظمها نهاية 2022.

بعد عشر سنوات من قرار ألمانيا التاريخي التخلي عن النووي، يرمي هذا الاتفاق إلى اقفال نهائياً مسألة تعويض منتجي الطاقة المتضررين من الإغلاق التدريجي لجميع المفاعلات في البلاد. وستحصل المجموعات الأربع على 2,285 مليار يورو تحت عنوان "الطاقة الكهربائية غير المنتجة" و142,5 مليون يورو تعويضات عن الاستثمارات المنجزة من خلال المراهنة على تمديد خدمة محطات الطاقة، كما اعلنت وزارات المال والبيئة والاقتصاد.

بحسب برلين، تعهدت المجموعات بـ"سحب جميع الاجراءات القانونية الجارية والامتناع عن رفع دعاوى على نظام التعويض".

وتذكر الحكومة على وجه الخصوص بالشكوى التي قدمتها مجموعة "فاتنفال" أمام محكمة تحكيم تابعة للبنك الدولي في 2014 ضد التخلص التدريجي من النووي.

من جانبها، أعلنت المجموعة، الجمعة، أنها "نرحّب بهذا الاتفاق الذي ينهي مواجهة مكلفة دامت سنوات" مؤكدة اسقاط الملاحقات.

بدورها، اعتبرت "ار دبليو اي" أنها "إشارة جيدة تسمح بتعزيز الثقة".

كما أعلنت السلطات الألمانية أن هذا الاتفاق "لا عواقب له" على الجدول الزمني وترتيبات التخلص من النووي.

بعد حادثة محطة فوكوشيما اليابانية، أحدثت المستشارة أنغيلا ميركل مفاجأة بإعلانها التخلص من النووي بحلول نهاية 2022. وأعقب ذلك معركة قضائية كبيرة بين الحكومة والشركات الألمانية المشغلة للمحطات النووية التي رأت أنها متضررة بهذا القرار.

كانت محكمة كارلسروه الدستورية طالبت في 2016 برلين بتعويض هذه الشركات. ولا تزال هناك ست محطات نووية ناشطة في ألمانيا مقابل 17 قبل اعلان برلين. وتوقف تشغيل ثمانية منها في 2011 بعد كارثة فوكوشيما.

كجزء من سياسة التحول البيئي لقطاع الطاقة، قررت ألمانيا أيضا التخلي عن الفحم بحلول 2038. ولهذه الغاية وقعت الحكومة اتفاقاً مماثلاً لتعويض الشركات المنتجة بمستوى 4,35 مليار يورو. لكن المفوضية الأوروبية أعلنت الثلثاء، فتح تحقيق معمق حول هذه الآلية باسم القواعد الاوروبية للمنافسة حول المساعدات التي تقدمها الدولة.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم