لِمَ هجَّرتم الفصول الأربعة؟

الدكتورة سلوى شكري كرم والمحامي ملحم مارون كرم في ظل العولمة التي نعيش وتعيشها أصغر الدول وأكبرها، على حد سواء، بحيث لا يمكن لأيّ منها، حتى العظمى، الاستغناء بأيّ شكل من الأشكال، عن الاخرى، وحتى عن الاضعف والاصغر منها، حتى من بين تلك المصنفة من بين الاكثر ضعفا، على المستويات كافة، تريد كل دولة، في عالمنا المعاصر، السيطرة وحكم العالم، بالاستقلال والانفراد، لكونها، ربما، وحتما عن خطأ منها، لانها اعتقدت أنها بلغت القمة والاعالي.في وقت يتغير حتى الوقت بذاته، وجميع المعايير التي اعتادها العالم، منذ ثلاثين أو أربعين سنة خلت، وهي، في رأينا، كانت حقبة ذهبية لا تتكرر عاشها الكون بأسره، وبخاصة لمّا كانت العظمة التي وصل اليها بعض حكام عالم اليوم، لا تزال في بداياتها وفي براعمها الصغرى المتفتحة، دون أن يدري أيّ منا، ودون أن يدركوا هم أنفسهم، أنها كانت أزمنة العظمة الحقيقية التي لم، ولن تتكرر، اليوم، اذا ما بقي حكام العالم وقادته يسعون وراء عظمة من نوع آخر، عظمة الملايين والمليارات الزائفة، التي ليس لها ثقل أو وزن أو قيمة إلا ما تساويه تلك الاوراق النقدية، التي يمكن أن تذهب وتزول وتنعدم مع أي ريح أو أي تغيير، لا بل أمام القيم الحقيقية الفعلية والابدية التي لم يعد يهتم بها أناس اليوم، ونقصد الوفاء والصدق والصبر والتأنّي والشرف والكرامة والاخلاص والتسامح والمحبة.انه عالم بلا حدود، يسعى اليه قادة عالم اليوم، تقاس حدوده ومداه وقوته وضراوته بحسب معايير ومدى وضراوة الصواريخ...