الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

"السيد Cooper وتابعه" لعقل العويط يرفع الكلب إلى مرتبة السيادة ليت السياسيين في لبنان يمتلكون شيئا من وفاء هذا الكائن الحيواني!

المصدر: "النهار"
Bookmark
 "السيد Cooper وتابعه" لعقل العويط.
"السيد Cooper وتابعه" لعقل العويط.
A+ A-
رؤوف قبيسيشغلني السفر في الأشهر الاربعة الفائتة عن مطالعة الكتب، واكتفيت بأخبار السياسة، خصوصاً ما يتصل منها بالحرب على غزة، والنار التي ما فتئت تشتعل في جنوب لبنان، وتنذر بحرب لا أحد يعرف مداها وذيولها، وهي مسائل يصعب على أي مواطن لبناني أو عربي تجاهلها، أو الوقوف منها موقف اللامبالاة، لأنها أحداث تدور في منطقة جغرافية فيها بلاده، ولأنها، من الوجهة الإنسانية الخالصة، تمسّه في الصميم، على الرغم من أيديولوجياتها الدينية القاتلة! من الكتب التي فاتتني قراءتها، كتاب عنوانه "السيد cooper وتابعه"، و"كوبر" هذا اسم لكلب، أما الكتاب، فهو جديد الشاعر اللبناني عقل العويط. أخذت الكتاب لسببين؛ الأول، لأن العنوان غريب، إذ لم يحدث أن قرات كتاباً عن كلب، لا في العربية ولا في اللغات الأجنبية، والثاني لأني أعرف هذا الكاتب وهذا المكتوب عنه معرفة شخصية، فهذا الكلب، أو السيد "كوبر" هو ربيب الشاعر، وهو أحد معارفي من بني الحيوان، رافقت نشأته في مراحل معينة وهو جرو صغير، ممتلئ القامة أبيض البشرة أشقر الشعر، وكان ذلك خلال زياراتي بيت الشاعر بمنطقة "الأشرفية" في بيروت. وكان "كوبر"، كلما رآني أدخل شقة الشاعر الصديق، يثب عليّ وثبة الأسد، ولا يتركني أرتاح متى قعدت في الكنبة، أو متى جلست إلى المائدة، لأتناول اللبنة والزيتون والصعتر، والبيض المقلي في الفخارة، والواناً شهية أخرى من خيرات ضيعة الشاعر المعطاء "بزيزا"، الواقعة في إقليم الكورة. وكنت كلما شبّ "كوبر" علي، أتذكر الأديب الساخر الراحل سعيد تقي الدين، وقوله، بأنه لم يعرف مقدار وفاء الكلاب لأصحابها، إلا عندما رآها تعض الضيوف! ولأنني أجهل العلم بالكلاب وأنواعها وأجناسها ودرجات هياجها، لم أعرف في البدء أن وثبات "كوبر" عليّ، كانت بدافع التقرب والتصادق، وخالطني شعور غريب حسبت فيه أن "كوبر" لا يحبني، ويحسبني ضيفا ثقيلاً عليه وعلى صاحبه، وعلى وشك أن ينالني بعضة، مثل عضّات كلاب "بعقلين"، إلى أن جاء يوم عقدنا فيه هدنة دائمة، وأصبحنا "زميلين"، وصارت العلاقة بيننا على أحسن ما يرام!"السيد كوبر وتابعه"، صحائف قريبة من القصة ونصها جميل، واضح سلس، لا تعقيد فيه ولا التواء، وأجمل ما فيها، الطريقة التي حملت "التابع" أو المؤلف على تبني هذا الحيوان، أو هذا "السيد"، كما يحلو للشاعر أن يدعوه. وما كان هذا التبني يحصل وفق قول المؤلف، لولا "أنسي"، الابن الوحيد للشاعر،...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم