السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

قلّة محظوظة فقط... معظم منازل غزة الّتي دمّرتها الحرب ما زلت على حالها

المصدر: رويترز
عمال فلسطينيون يستخدمون حفارًا لإزالة أجزاء من مبنى الجوهرة في حي الرمال في غزة، والذي تضرر في الغارات الجوية الإسرائيلية خلال ايار (16 ت2 2021، أ ب).
عمال فلسطينيون يستخدمون حفارًا لإزالة أجزاء من مبنى الجوهرة في حي الرمال في غزة، والذي تضرر في الغارات الجوية الإسرائيلية خلال ايار (16 ت2 2021، أ ب).
A+ A-
كان الفلسطيني زياد أبو عودة يترقب ويتابع، بابتسامة عريضة، منزله الذي يتألف من أربع طبقات، وهو يُعاد بناؤه من جديد في مخيم الشاطئ للاجئين بقطاع غزة، بعد أن دمرته غارة إسرائيلية في القتال العنيف في أيار الماضي.

إنه واحد من قلة محظوظة، بحيث يتمّ العمل على إعادة بناء 50 منزلا فحسب من 1650 دُمرت في الحرب التي دامت 11 يوما بين نشطاء غزة وإسرائيل.

تمضي إعادة الإعمار بخطوات بطيئة ليتنامي الشعور بالإحباط بعد ثمانية أشهر من انتهاء الصراع.

وفيما كان فيه عمال البناء يضعون اللمسات الأخيرة على الطبقة الأولى، قال أبو عودة (60 عاما): "الحمد لله لما بدأ الشغل بدأنا نستريح نفسيا. وخلال ست أو سبع شهور بنكون ساكنين وراجعين في بيتنا إحنا وأطفالنا وعيالنا إن شاء الله".
 
وأضاف: "كل ما بينبنى طابق بتصير النفسية أريح".

من أيام الحرب، تعيش عائلة أبو عودة التي تتكون من 50 فردا في أربعة منازل، مشتتين عن بعضهم البعض.

يقدّر المسؤولون في غزة أن إعادة بناء المنازل والبنية التحتية ستتكلف 479 مليون دولار. وتعهدت مصر بتقديم مبلغ 500 مليون دولار، وتعهدت قطر بتقديم مثله لإعادة إعمار قطاع غزة الذي تديره حركة المقاومة الاسلامية (حماس).

وقال ناجي سرحان، نائب وزير الإسكان في غزة، إنه تم توفير 100 مليون دولار فقط حتى الآن، مضيفا أنه تم البدء، بتمويل قطري، في إعادة بناء 50 من المنازل المدمرة البالغ عددها 1650.
 
وأشار إلى ضغوط إسرائيلية، لكنه لم يذكر تفاصيل.

وتابع في تصريح لرويترز: "من الواضح أن الاحتلال الإسرائيلي يمارس ضغوطا سياسية ويضع العراقيل".

ولم يرد مكتب الاتصال بوزارة الدفاع الإسرائيلية على طلب للتعليق.

تقول إسرائيل، التي تسيطر على المعبر التجاري الرئيسي إلى قطاع غزة، إن إعادة الإعمار يجب أن تكون مقرونة بصفقة لتسليم مدنيين إسرائيليين يُعتقد أن حماس تحتجزهما وجثتي جنديين إسرائيليين.

لكنها، في محاولة على ما يبدو لتهدئة التوتر مع الحركة، سمحت بدخول المزيد من مواد البناء إلى غزة في الآونة الأخيرة لإعادة بناء المنازل المدمرة أو ترميم البنايات التي لحقت بها أضرار في حرب العام الماضي.

غياب الدعم العربي
وأشار سرحان أيضا إلى غياب الدعم العربي والدولي على نطاق أوسع لعملية إعادة الإعمار باستثناء قطر ومصر والأمم المتحدة.

قال: "نحن في البدايات... (إنها) بداية، ولكنها بطيئة ولا تحقق طوحاتنا وما نصبو إليه".

وقالت حكومة غزة التي تديرها حماس إن 59 ألف منزل لحقت بها أيضا أضرار بشكل جزئي بسبب الغارات الإسرائيلية خلال الصراع. وفي إسرائيل أيضا تضررت بعض المنازل بفعل صواريخ أطلقتها حماس وجماعات نشطاء أخرى.

وتساهم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في ترميم منازل اللاجئين التي لحقت بها أضرار. وتقدم أونروا مساعدات لثلثي سكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة.

من جهته، قال حازم قاسم، المتحدث باسم حماس، إن الحركة نقلت لمصر وقطر والأمم المتحدة استياءها من بطء وتيرة إعادة الإعمار، منحيا باللائمة على القيود الإسرائيلية.

وأضاف: "لا يمكن أن يكون هناك هدوء حقيقي طالما أن الأوضاع بهذه الطريقة".

وبدأت الجرافات والمهندسون المصريون العمل في شمال قطاع غزة في أول ثلاثة مشاريع سكنية كبيرة بتمويل من القاهرة.

قال سرحان إن "المدن" المصرية ستوفر السكن لنحو 4000 أسرة. ولا يوجد إطار زمني لانتهاء أعمال البناء.

وأضاف أن المدن ستخدم أصحاب الدخل المحدود والحالات الصعبة وبعض من فقدوا منازلهم في الصراع.

يقول مسؤولون فلسطينيون إن الغارات الإسرائيلية على غزة في أيار أودت بحياة 250 بينهم 66 طفلا.

ويقول مسؤولون إسرائيليون إن 13 بينهم طفلان لاقوا حتفهم في إسرائيل بسبب صواريخ فلسطينية.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم