هل في لبنان أزمة أم لبنان هو الأزمة!

الدكتور عادل عقل من صِدَفْ التاريخ والجغرافيا يتكون مسار الانسان ومصيره وهكذا الجماعات والشعوب. وكأن هذا اللبنان اخذ ينمو في اجواء من الصراعات داخلياً وفي البيئة المحيطة الاقليمية والعالمية. فلم يكن الصفاء عاماً في الداخل وكانت المشادّات الاقليمية تنمو وتتسع. على مدى التاريخ كانت الخلافات الداخلية طيلة الحكم العثماني وكانت الحلول التوافقية من القائمقامية الى المتصرفية الى لبنان الكبير. وكانت جماعات هذه البقع الجغرافية تنعم برعاية قبلية وطائفية، تارة متناحرة وطوراً متعايشة لمراحل قصيرة او طويلة. وولادة لبنان بعد الحرب العالمية الاولى اخذت تنمو حتى الحرب العالمية الثانية والوصول الى الاستقلال المعلن سنة 1943. والعالم الى تقاسمات نفوذ وتجاذبات، ومنها دول جديدة تنشأ وانظمة تتدحرج حتى ما توصلنا اليه من تقاسمات جغرافية مستجدة مع تسبيت دولة اسرائيل وتشتت بين الدول العربية.ولبنان تارة يتلطى لمدة وتارة يهتز لمرحلة على امل التسويات المنقوصة بمساعدة الدول القريبة او الدول البعيدة. فمنهم من يستنجد بالجماعة العربية ومنهم من يطلب مساعدة الدول الكبرى او الامم المتحدة والبعض الاخر من يدعو الى الامل بالحياد.وهنا ليس المجال للتعمق بمفهوم مصالح الدول الكبرى للوصول الى النفط أو المعادن أو تأمين طُرُقْ النقل البحرية او تأمين اتفاقات دائماً لافادة هذه الدول الكبرى. ففي جميع هذه الدول الناشئة ما كانت القوميات او الشعور الوطني السائدان الا ظاهرياً، وما كان المستوعب الاكبر الا صلة اللغة والجامع الديني. هذه الشوائب المزمنة اخذت الكثير من مظاهر الانشقاقات والنفوذ والنفور داخل هذه الكيانات وذلك بتغذية من تداخلات خارجية كما يحصل في جميع الدول. فاصبح كل مكون جغرافي في هذه البقعة الشرق اوسطية ينحو الى التصارع الداخلي اكثر منه الى الامان في ظلال من اللحمة الوطنية او التفاهم العقلاني لخلق مصالح تلاقي او احلام وطنية جامعة لمكوناتها. فالانسان الفرد والعقائد المتعددة والطموحات الفردية للقادة اخذت تطغي على ما هو جامع او مصلحة عامة او نُظُمْ اخلاقية. كل ما سبق عَمَّقَ الشروخات داخل الدول وخاصة بين الكيانات الجغرافية كمفهوم للدولة وذلك تحت تسميات متنوعة: عقائدية، قومية، حزبية، طبقية او انظمة ملكية، جمهورية،...