الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

في التصدي للإدارة المتوحشة لسياسة الأمر الواقع وشراء الوقت وكمّ الأفواه

المصدر: "النهار"
Bookmark
تعبيرية.
تعبيرية.
A+ A-
طلال خواجه حين بدأت منذ شهور قليلة ملاحقة الحاكم رياض سلامة من قبل القضاء الفرنسي في قضية تحويل بضع مئات من ملايين الدولارات من شركة فيوري على اساس شبهة فساد وربما شبهة تبييض وشبهات أخرى وتزامنت مع ملاحقات واقتحامات في الداخل ، وضعت احدى الصحف عنوانا على صفحتها الاولى: اين رياض سلامة؟ وقد رافق هذا العنوان صور من مشاهد لمداهمات في البنك المركزي وفي منزل سلامة من قبل القاضية غادة عون و مرافقيها، في مشهدية ذكرتنا بالمشهد المؤسف لمداهمة مؤسسة الراحل ميشال مكتف حيث بدا لكثيرين وكأنه لقطات تصويرية لفيلم اكشن من النوع الرديء.هذه القضية، وما يرافقها من احداث وقرارات وملابسات ما تزال تتوالد فصولا لا تخلو من الاثارة، وكأنها مسلسل هوليودي طويل من الكوميديا السوداء عمل على انتاجه واخراجه والتمثيل فيه زمرة من محترفي العمل الميليشيوي والمافيوزي. وبالعودة للعنوان السوريالي حول اختفاء رياض سلامة، فقد ذكرني بمقال لي نشرته جريدة "النهار" بعنوان "طاقية الاخفاء" في ٩/١٠/٢٠٢١، وكنت قد اقتبسته من فيلم كوميدي يمثل فيه توفيق الدقن فئة الاشرار التي تمتهن السرقة والسلبطة والاجرام ويمثل فيه عبد المنعم ابراهيم فئة اولاد البلد الطيبين. و الفئة الاخيرة هي بالطبع عموم الشعب اللبناني الذي يخضع منذ سنوات لابشع انواع الابتزاز والسرقة والإذلال، دون ان ننسى مأثرة الإجرام الذي شهدنا ابشع فصوله في تفجير مرفأ بيروت المروع و ما رافقه من اغتيالات وتهديدات وطمس حقائق بما يماثل اغتيال ثان للضحايا وارهاب اهاليهم وعموم اللبنانيين الساعين للحقيقة والعدالة. علما ان ذلك بدأ يترافق مع العبث الفاضح بقدسية الحريات وفي مقدمها حرية التعبير، حيث وصل الامر الى مستوى غير مسبوق بقرار قضائي قضى بحبس الناشطة والاعلامية ديما صادق لأنها وصفت في تويت ضرب وشتم واهانة متظاهر طرابلسي في جونية من قبل مجموعة مدججة من التيار الوطني الحر بالعمل العنصري.انا لست مع نغمة تحميل الشعب اللبناني المقهور بالتسلط والهيمنة والاحتلال المقنع مسؤولية وصول هذه السلطة بجناحيها الميليشيوي والمافيوزي في انتخابات شبه ديمقراطية وغير متكافئة بسبب الفساد السياسي والمالي والحوكمة الرديئة والمتناغمة مع فائض القوة وانتهاك سيادة الدولة. و أؤيد ما قاله مؤرخنا كمال الصليبي بان الشعب اللبناني افضل من زعمائه وان المجتمع اللبناني افضل من دولته، و هذا الشعب الطيب لطالما انتفض وواجه الظلم والهيمنة والاحتلالات على انواعها منذ فجر الاستقلال. الا ان هذا التشبيه، يجعلني مضطرا للاعتذار من الراحل توفيق الدقن الذي لطالما انتزع البسمة منا رغم امتهانه دو رجل العصابات الشرير، بينما يغلب على عصابة...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم