الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

المواطنة: من شعور وطني صادق إلى هدف نفعيّ

المصدر: "النهار"
Bookmark
تعبيرية.
تعبيرية.
A+ A-
السفير جان معكرون*باستثناء دول قليلة مثل اليابان فإنه من الصعب أن نجد دُولاً تضمُّ شعباً متجانساً من حيث هويته وعرقِهِ وغير متحدّرين في تاريخهم وجذورهم من دول أو أوطان أخرى.وإذا كانت اليابان المتجانسة في هوية شعبها الموحّد في الشعور الوطني القوي وفي أهدافه المشتركة، فإن الولايات المتحدة المتمايزة بتنوّع وعدم تجانس شعبها وإثنيته هي أيضاً تتمتّع بهوية وطنية قوية ويشارك شعبها في الشعور الوطني نفسه وفي الأهداف الوطنية وجدنا في حالتي اليابان والولايات المتحدة ميزة خاصة رغم الإختلافات فيما بينهما من حيث هوية المكونات الشعبية فإن الواقعات تشير إلى أن مفهوم المواطنة في العالم قد تبدّل في طبيعتِهِ وجوهرِهِ.إن الهوية الوطنية مفهوم سياسي قديم وإن اكتسابها يستند إلى معيارين مختلفين. اعتمد أحدهما رباط الدم، أي أنه يحق للمولود من أبوين أن يكتسب جنسية أحدهما وفقاً لما ينص عليه قانون الدولة المعنية. وثانيهما ارتكز إلى رباط الأرض، أي أن تعتبرَ دولةٌ ما من رعاياها كل من يولد على أراضيها بغضّ النظر عن جنسية أبويه.وفي الواقع لقد ارتبط مفهوم المواطنة أو الهوية على مرّ الزمان بحركة هجرة البشر التي عرفت أشكالاً مختلفة كهجرة الأوروبيين والأفارقة منذ بداية القرن السابع عشر إلى القارة الأميركية، إضافة إلى الهجرة الأوروبية إلى استراليا إبتداء من النصف الثاني للقرن الثامن عشر. ومنذ ذلك الحين تصاعدت موجات الهجرة من كل أنحاء المعمورة إلى كل من أميركا الشمالية والجنوبية واستراليا.أما الهجرة إلى أوروبا فلقد ازدهرت بُعيد الحرب العالمية الثانية بحثاً عن فرص العمل وتمايزت بموجات الهجرة من المغرب العربي وأفريقيا والشرق الأوسط إلى فرنسا ومن تركيا إلى المانيا.ومع انتشار ظاهرة العولمة ابتداءً من العام 1980 وانهيار الإتحاد السوفياتي في العام 1989 وانتهاء الحرب الباردة في العام 1991 أصبح العالم أكثر ترابطاً واندماجاً بفعل انتشار استعمال الإنترنيت في العام 1995 والذي أدّى إلى تسريع تبادل...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم