الجمعة - 10 أيار 2024

إعلان

بي أو تي داخلي... من يجرؤ؟

المصدر: "النهار"
Bookmark
عامل فوق عامود الكهرباء في لبنان (أ ف ب).
عامل فوق عامود الكهرباء في لبنان (أ ف ب).
A+ A-
العميد البروفسور جان داود  تأخذ الفلسفة والفنون أرقى مساراتها في بحث عن الجميل من أجل الجميل. ويأخذ العلم أرقى مهماته عندما يطوّر نفسه من أجل ارتقاء بالإنسان، أما السياسة فتأخذ أرقى مساراتها في الشفافية وتوخي الرفاهية والخير العام وتقديمهما على مصالح السياسيين. ولكن العلوم والفنون والفلسفة كما السياسة تحمي نفسها لنقائها من العيوب بالتزامها القيم وخدمة الإنسانية والإنسان بالمطلق. ولعلّ أبرز معايير النضج في النشاط الإنساني هو الوعي الاجتماعي المتمثل بالمواطنية الكونية التي هي أساس السلام العالمي والعدالة الاجتماعية والرفاه. من هذه المنطلقات، شباب لبنان مدعوّ إلى التمرّد وابتكار أساليبه للتخلّص من الغشّ السياسي في الحياة العامة. كمواطن أنت مدعو إلى نقد ذاتي وتمرّد على الذات أوّلاً لتأتي ثورتك بنّاءة. أنت مدعو إلى الثورة من أجل ثلاث: ذاتك أولا، الجماعة والإنسانية ثانيا، ومن أجل قيام الدولة والوطن في محصّلة الأداء. كنْ صاحب قرارك من أجل كرامتك، وتمرّد على التضليل والغش السياسي للمتلاعبين بالشعب. يشغلونك بمعارك وهمية وينصرف أزلامهم لافتراسك في يومياتك من كهرباء، إلى إنترنت، إلى البنزين والمازوت إلى الرغيف والدواء إلى نهب مدّخرات من بقيت له مدخرات. فلا تسمح بتعطيل عقلك وصوتك الداخلي. ساحة الفعل الحقيقية ستكون قرارة نفسك، وقرارك واستراتيجية خروجك من قبضتهم في الانتخابات النيابية للعام 2022. كن سيّد قرارك لتُعِد لبنان إلى كرامته كدولة ووطن وشريك فاعل على مستوى العالم. قرّر المعيار الذي ستعطي صوتك على أساسه غدا: النقاء، الشفافية (بشكل خاص في المجال المالي)، البرنامج الواضح، الخلفية الفلسفية للمرشح وثقافته، رؤيويته وإبداعيته، حسّ المنطق في خطابه، مصداقيته والتزامه ببرامجه ووعوده فلا تبقى لدورة انتخابية لاحقة تخدعك ثانية. كي يكون ربيع العام 2022 ربيعا للوطن، أعطِ صوتك واعمل على إيصال ممثل لك إلى مجلس النواب مَن يقدّم الدولة على كل اعتبار، ويلتزم بأن يكون كلّ مواطن شريك في صناعة الرأي والقوانين، يعود إليه في استفتاء رأي ليشاركه صنع القرار. ولا تسمح بأن يعود إلى المجلس النيابي فاقد الصوت أو مكتومه أو من لا رأي له حتى في إطار منظومته حيث هو مجرّد تابع يبتسم إن ابتسم زعيمه، ويشتم إن شتم، وينادي بعفّته وإن فسد. إنّ ما انتهى إليه لبنان صبيحة العام 2022 من انهيار مالي وفساد قيمي واستغلال لمقدّراته وتلاعب بعقول أبنائه وثرواتهم، وخيانة الأمانة والعبث بقوانينه، وما طاله من كساد اقتصادي، وحرمان فئات كبيرة من أبنائه من العيش بكرامة، يشكّل دافعاً لنا جميعا، لننبري ونواجه ونبدع الحلول ونعيد المعنى إلى الحياة،...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم