الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

لبنان المأزوم بين وحدانية السلطة وإنشطارها...!!

المصدر: "النهار"
Bookmark
الجيش يعيد فتح الطريق في بشارة الخوري بعد قطعها (تعبيرية).
الجيش يعيد فتح الطريق في بشارة الخوري بعد قطعها (تعبيرية).
A+ A-
عبد الرحمن عبد المولى الصلحالحريّة التي تميّز بها لبنان (ولا يزال؟!) والتي افتقدتها الدول العربية (الشاعرة العراقية الراحلة مريم عبّاس عمارة كانت تكرّر القول أنّ لبنان هو البلد الوحيد التي تسمع فيه بأن فلاناً ما هو رئيس جمهورية سابق...!!) مهّدت -مع الأسف- الطريق كي يصبح لبنان ساحة صراعات وكمكان لتسجيل انتصارات ومكاسب على الخصوم، الأمر الذي أدى في جملة ما أدى إلى زعزعة استقرار الوطن والدولة نتيجة عوامل محليّة عربية ودوليّة. كان المفروض أن تُستكمَل الحرية بنظام ديموقراطي سليم يتوافق مع دولة مركزيّة تمارس سلطاتها بشكل مُطلَق . فالديموقراطية، ليست فقط نظاماً لتمثيل الناس وإراداتهم إنما هي أيضاً نظام حكم. لكن ذلك مع الأسف والى حينه لم يحصل، فالثابت أن لا ديموقراطية سليمة بدون سلطة قوية. فكيف اذا كان هناك حزب مُسلّح يشارك الدولة في سيرها ومسيرتها؟وإذا سلّمنا جدلاً ان جوهر الديموقراطية يكمن في مبدأ تداول السلطة وبالتالي إدارة الإختلافات بالطرق السلمية لكن من المُتّفق عليه أنّه يجب أن يسبق كل ذلك قيام دولة وطنية تحتكر القرار والسلاح ولا تصغي إلى جهة أو مرجعية خارج أو داخل حدودها، وهذا مع الأسف ليس واقع حالنا في لبنان! فالثابت، وهناك الكثير من الشواهد والدلائل أن "حزب الله" يسيطر على مرافق الدولة وما يستتبعها من مؤسسات يتحكّم بالمسار والمصير الأمر الذي أدّى ويؤدّي إلى انشطار السلطة وتشرذمها .صديق أردني، تقاعد مؤخّراً بعدما عمل سفيراً لبلاده في عواصم عدة ، التقيت به أثناء زيارته الأخيرة إلى بيروت. تحدّثنا في أمور شتّى، لكن بقي في الذاكرة ما ذكره لي عن قرار الأردن لمواجهة المقاومة الفلسطينية المسلّحة التحكّم بمسار الأمور والتي أدّت إلى ما يُسمّى بأحداث أيلول الدامية عام 1969. قال: "حالكم اليوم كحالنا في الأردن أواخر ستينيات القرن الماضي. يومها، عانى الأردن من فقدان وحدانية السلطة ومن انشطارها، لم يعد القرار في الديوان الملكي وأظن أن الأمر نفسه ينطبق على القصر الجمهوري في بعبدا . المقاومة الفلسطينية المُسلّحة – أو ما كان يُعرف بالفدائيين الفلسطينيين فتحت على حسابها: تدخلٌ بالشؤون الأردنية الداخليّة، بالحُسنى وبغير الحُسنى- معابر غير شرعيّة والذي استتبع إدخال بضائع بطرق ملتوية والإتّجار بها - معسكرات داخل عمّان وخارجها - حواجز عسكرية. طفح الكيل! عانى الناس الأمرَّين. كما عانى أهل الجنوب اللبناني من تسلُّط المقاومة الفلسطينية المُسلّحة وتجاوزاتها والكل يذكر أن أهل الجنوب نثروا الرزّ على جنود العدوّ الإسرائيلي حين دخل إلى الجنوب اللبناني، تشفّياً من التسلط الفلسطيني المسلّح وتجاوزاته . المهم، في العودة إلى الأردن عانى الناس الأمرَّين. كان لا بد من إستعادة السلطة ووضع حدّ لتشرذمها. إزدواجية السلطة كانت قاتلة، مُضرّة، ليس فقط للنظام بل للفدائيين أنفسهم. مع الأسف جرت أحداث دامية. وكما تذكر، أضاف الصديق، دفع وصفي...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم