الانقسامات في الداخل والارتهان للخارج

موريس نهرا *فيما يستمرّ العالم بفرحٍ وبهجة في انقضاء سنة وبدء سنة جديدة، يمتزج شعور اللبنانيين بالأمل والألم الذي يصيبهم في صميم حياتهم. ويرون بتجربتهم أنّ بلدهم المنكوب بطبقته السلطوية ونظامه الطائفي، يغرق في مستنقع أزماتٍ هي الأكثر سوءاً وتعقيداً في تاريخه الحديث، وإنّ الأطراف السلطوية وزعاماتها تتخبّط في انقساماتٍ وخلافاتٍ جوهرها مصالحهم الخاصة، وهي تحمل وجهَين في وقتٍ واحد: الوجه السياسي، والوجه الطائفي، مثل "الطرّة والنقشة" في العملة المعدنية، ويجري استخدام أيّ وجه منهما تبعاً للحاجة، من دون اكتراث للانعكاسات على الشعب والوطن. ويتجلّى ذلك الآن إزاء الشغور الرئاسي المديد، وحكومة منتقَصة الصلاحية. ويقف العالم الخارجي مذهولاً ومستفظعاً ممارسات أطراف السلطة، وإحجامها عن استكمال مواقع أساسية في الدولة، والقيام بدورها وإيقاف الانهيار،...