الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

هل أصبحت إسرائيل حاجة عربية وقومية؟

المصدر: "النهار"
Bookmark
تعبيرية (أ ف ب).
تعبيرية (أ ف ب).
A+ A-
سلمان قعفراني*  يبدو السؤال مستهجنا. لكن قبل الإجابة نطرح سؤالا آخر: ماذا لو لم تكن إسرائيل موجودة، أكان وضع البلدان العربية وشعوبها أفضل ام اسوأ حالا؟ قد يجد علماء السياسة والتاريخ والاجتماع إجابات، لكنها لن تكون إجابات قطعية، لأنها مبنية على افتراض وهمي. لكن معايشة الاحداث خلال أكثر من سبعة عقود، قد تسمح لنا بتكوين تصور معين، يحظى بقدر من الموضوعية والقبول. لقد كانت منطقة الشرق الأوسط دائما محط انظار واهتمام واطماع الدول الكبرى، لأسباب جغرافية وسياسية واقتصادية. وقد أدى صراع الامم الى تقاسم المنطقة بين بريطانيا وفرنسا، إثر هزيمة الإمبراطورية العثمانية وتفككها بعد الحرب الأولى، والتي عرفت بمرحلة الانتداب (العراق فلسطين، الأردن، سوريا ولبنان). واعادت القوى الكبرى المنتصرة في الحرب العالمية الثانية، ترتيب العالم، فكان انشاء دولة إسرائيل العام 1948، اهم حدث عرفته المنطقة منذ قرون طويلة. وقد خلق وجود الدولة الجديدة للبلدان العربية مشاكل عديدة وخطيرة بعد نزوح الفلسطينيين وتهجيرهم الى دول الجوار، واثار الهلع لدى العرب من الاطماع التوسعية الإسرائيلية، التي رفعت شعار إسرائيل الكبرى. وقد رأت الدول العربية في الكيان الجديد جسما غريبا، لا علاقة له بنسيج المنطقة وثقافتها وتاريخها، نتيجة غلبة الطابع الغربي للمهاجرين اليهود، فأجمعت على رفضها ومقاطعتها وعدم الاعتراف بها، ومحاربتها سياسيا واقتصاديا وعسكريا، وجعلوا منها العدو الرئيسي الذي يجب ازالته من الوجود. وحفّز وجود دولة إسرائيل، بشكل او بآخر، وان لم يكن سببا مباشرا، على تنشيط الانقلابات العسكرية في العديد من البلدان العربية (مصر سوريا والعراق)، حيث وضعت الأنظمة الجديدة على راس اهتماماتها محاربة إسرائيل، وان كان يشك في صدق مقصدها وصفاء نيتها. كما أدى هذا العداء، من جملة ما أدى اليه، الى إرساء أنظمة عسكرية استبدادية، ارتكزت على أجهزة المخابرات، ، فعملت على محاصرة الفكر والاجتماع وخنق الحريات، وقمع أي رأي لا يناسب وتوجهات النظام وأجهزته الأيديولوجية. وهكذا أضحت إسرائيل شماعة لتبرير كل الممارسات السياسية بهدف التفرد بالسلطة والثروة، والتحكم بمفاصل كل المؤسسات وتطويعها لخدمة الأنظمة الحاكمة. وبموازاة رفض وجود إسرائيل، وبمعزل عنها ان صح القول، انقسمت الدول العربية، الحديثة العهد بالاستقلال وكيفية إدارة شؤون الدولة، والغارقة كلها بالفقر والجهل والامية وقتئذ، الى فريقين: الأنظمة الجمهورية التي نسجت علاقات وطيدة مع الكتلة الشرقية، وارتمت في احضانه، والانظمة الملكية التي اختارت الكتلة الغربية، ورأت في الشيوعية والالحاد عدوا يجب محاربته. وشهر كل بلد شعار العروبة والقومية والأمة العربية في وجه الاخر، فتفاقم الصراع بينهما، وأدى ذلك الى فرز معسكرين: دول ذات تاريخ حضري وتفاعل طويل وقديم مع الغرب وافكاره صنّفت نفسها "بالتقدمية"، ودول أخرى محافظة عرفت بانغلاقها التاريخي، وتقوقعها، وقلة احتكاكها بالحضارة الغربية . وبما ان...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم