الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

قَلَقُ الناس وذِهنُ السلطةِ الصَّدِئ

المصدر: "النهار"
Bookmark
طفل في أحد المناطق اللبنانية (حسام شبارو).
طفل في أحد المناطق اللبنانية (حسام شبارو).
A+ A-
الدكتور جورج شبليإنّ القلقَ هو كُرهُ الشّعورِ بالإرتياح، أو تَمادي الإحساسِ بالضّيقِ الذي يُطلقُ عليه عِلمُ نفسِ السّلوك إسمَ "الهَمِّ المَأزق"، ويترافقُ باشمئزازٍ، وامتعاضٍ، وبهشاشةِ اطمئنان، وإذا تمادى يُفضي الى مَرَضٍ يمثّلُ انهياراً للتّماسكِ الذّهنيّ، والنّفسيّ، وقَلَّما يتقبَّلُ المُسكِّنات. وفي غالبِ الحالات، يدفعُ الظَّرفُ المَفروضُ من خارجِ ذاتِ الشّخص، الى تَوَغُّلِ القلقِ في هذه الذّات، لتُصبحَ رهينةً له، فتُغلِقَ الإنفتاحَ على الثّقة، وكأنّها من المُحَرَّمات.في النّاسِ، عندنا، قلقٌ جامحٌ وبلا تَكليف، أَضوَأُ أسبابِهِ أنّ السّلطةَ التي تَعَرَّت من مسؤوليتِها الوطنيّة، وأَفرطَت في الفساد، لا يمكنُ أن تُنسَبَ إليها الجوانبُ المُضيئةُ، ولَو بنصيبٍ قليل. والقلقُ يختصرُ هذه السلطةَ بأنّها ما وُجِدَت إلّا لتعذيبِ الشّعب، وإفقارِه، وتهجيرِه، وكأنّ المُتربِّعين على رِقابِ العِبادِ لا يعلمون أنّ الحاجةَ أَكرَهُ من الموت، والهجرَةَ أَمَرُّ من الصَّبر. من هنا، كيف يستطيعُ الناسُ تحريرَ أنفسِهم من قيودِ القلق، فمهما أُغدِقَت، في وصفِهِ، الأسبابُ التخفيفيةُ، يبقى الحالةَ العدائيّةَ اللّاذعةَ التي يستحيلُ التَّصالحُ معها، والتي لا ترمي، في الإنسان، إلّا المَقتَل.في...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم