الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

تجارب الفن المعاصر اللبنانية في متحف سرسق بين مأزق السرد ولغة التفكيك: هل نتعافى من المحن؟

المصدر: "النهار"
Bookmark
رسوم مطويات اتيل عدنان.
رسوم مطويات اتيل عدنان.
A+ A-
فيصل سلطانيستعيد متحف سرسق دوره الريادي في طرح الأسئلة حيال المستجدات والمتغيرات التي ظهرت في التجارب اللبنانية المعاصرة (1994-2024) من خلال استضافة معرض يضم مختارات من الأعمال قدمتها جمعية "أشكال ألوان" التي شاركت في تأسيسها كريستين طعمة في بيروت العام 1994 الى جانب نخبة من الفنانين الشباب أمثال مروان رشماوي وليلى مروة ورانيا طبارة. ساهم تنامي جمهور الفن المعاصر في ولادة "مركز بيروت للفن"، الذي افتتح في العام 2009 كمؤسسة ثقافية-فنية (أعضاؤها سندرا داغر، لميا جريج وناتالي خوري)، بتحويل مصنع قديم في منطقة جسر الواطي، ساهم في تجديد مبناه المهندس المعماري رائد ابي لاما، ليصبح في العام 2011 بمثابة أول منصّة لبنانية متخصصة بمشهديات الفن المعاصر. لم يعد للتاريخ الفني في فنون بيروت بعدٌ واحد ونهجٌ واحد، فهناك تجارب جديدة حادت عن تجارب الحداثة واحيانا تجاوزتها من خلال تأسيس زمن فني جديد ناتج من جدلية الارتباط بأزمات وحكايات الواقع المعيش وما ينجم عن ذلك من تمرد وخبايا في فصول إرادة الحياة في معالجة الازمات السياسية والاقتصادية ومواجهة القمع والخطف والموت، بتكريس مفاهيم فنية جديدة تتخذ من مظاهر التفكيك او من غموض نقمة الذكريات، نافذةً مفتوحة على اتجاهات متعددة في كيفية الاستدلال على مجريات الزمن الراهن. اتجاهات فنية متحركة غير ثابتة، تعبّر عن تصدع الشحنات الرمزية لجماليات الزمن التصويري (الصورة والفيديو) والتركيبي (installation) والرسم الحر، واخضاعها لمقاربات الاحداث الواقعة في أزمة الفكر الفني المعاصر ومدى ارتباطه بالتغييرات الاجتماعية التي طرأت خلال حقبة التسعينات وما بعدها. فقد قدّر لهذا الجيل ان يشهد دائما آماله واحلامه تنهار، ثم لا يلبث ان يقيم غيرها لتجرفها هي الأخرى سلسلة من الاحداث والحروب والأزمات السياسية والاقتصادية، تضاف اليها مرحلة الخطف والاغتيالات والثورة ونكبة تفجير المرفأ والشعور باليأس والتشبث بأوهام دولة لم يعد لها وجود. كأن من الصعب على الانسان اللبناني ان يتنازل عن اوهامه. التفكيك والاختلاف كان معرض جنينة الصنايع الذي أقيم في العام 1995 بداية لثلاثة عقود من تجارب الفنون اللبنانية المعاصرة. ثلاثة عقود وضعت لبنان على خريطة التجارب العالمية للفن المعاصر من خلال مشاركة العديد من فناني وفنانات جمعية "أشكال ألوان" في البينالات والمعارض الدولية. آمن هؤلاء بأن سحر الفن كامن في أن يتخيله الناس سهلاً وفي متناول أيديهم، ولكن سرعان ما يدركون انه سهل ممتنع إلا لمن امتلك الموهبة والثقافة والابداع. فقد سعى هؤلاء الى تكريس ثقافة الصورة وفن التجهيز والفيديو، وما تعكسه من دلالات الانسحاب الصامت نحو فوضى الحياة والاحتفاء...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم