الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

أدونيس يضرب جمهور قباني ودرويش: يحبّ الرديء من الشِّعر

المصدر: "النهار"
Bookmark
أدونيس يضرب جمهور قباني ودرويش.
أدونيس يضرب جمهور قباني ودرويش.
A+ A-
عبد الغني طليس  ... وبعد زيارة المملكة العربية السعودية، ها هو الشاعر أدونيس مُحتفى به في بعض بلدان الخليج العربية الأُخرى، والتفسير الأسلم والموضوعي لهذا، أن بعض تلك الدوَل التي تتحرك في اتجاه التحديث في كل شيء داخل مجتمعاتها، إنّما تريد إكمال هذا الإتجاه عبر الثقافة الحديثة، فتدعو الشاعر إلى ندوات وأمسيات، ذاك أنه أحد آباء تجربة الحداثة الشعرية والفكرية في العالم العربي. هذا الإحتفاء المشكور، لا بدّ من أن يلقى ترحيباً متميزاً عند أدونيس، وعند أغلب شعراء الحداثة الشعرية، كونه يفتح صفحات جديدة في العلاقة بين السلطات العربية والفنون عامةً، والشعر خاصة، ويعيد رسم صورة أو واقع جديد أكثر حيوية للمثقفين والشعراء والكتّاب والأدباء في بلاد العرب. وبما أن أدونيس، اليوم، هو الرمز الباقي من روّاد التحديث، في الشعر العربي المعاصر، فإن زياراته العربية تحفل بالكثير من المقابلات يعلن فيها الكثير من الآراء التي تشكلت عنده من خلال التجربة الطويلة له بين الشرق والغرب .غير أن رأياً قديماً له، لا يزال ماثلاً في حواراته الحالية، ويردّده باستمرار كقناعة ثابتة هو أن مجرّد اكتساب الشاعر جماهيرية واسعة أمرٌ سيّئ ودليلٌ على مستوى رديء من الشعر أحَبّه هذا الجمهور. ويعطي برهاناً على كلامه شعر نزار قباني وشعر محمود درويش، معتبراً أن ما يحبه الجمهور العريض من شعرهما، هو الأقل قيمة شعرية من غيره من أشعارهما، موقناً أن "الجماهيرية" لا يمكن أن تكون مقياساً في تقييم الشاعر وشِعره وتجربته !يجب التمييز والبحث أعمق، فنزار قباني مثّل نصيراً فدائياً للمرأة وقضاياها (وهذه قضية جماهيرية عربية كبرى ١٩٥٠-١٩٨٠) في زمن المرأة الممنوعة من تحريك يدٍ عن يد في الشخصي والعام، وحين تحدّث عن ثورة الجسد الأنثوي كان أغلب الكتاب والشعراء الآخرين متهيّبين، وجمهوره من النساء كبيرا جداً. وهل نسينا انتحار شقيقته بسبب رفض أهلها الزواج ممن تحب وفعلَت هذه القضية في نفسه براكين تمرد على الواقع؟ فضلاً عن أن همّه التحرري كان مقروناً بلغة شعرية جديدة عميقة وسهلة باتت مسجلة باسمه. ومحمود درويش كان إبن القضية الفلسطينية الأبرز كشاعر (وهذه قضية جماهيرية عربية كبرى (١٩٥٠-١٩٩٠) ودافع عنها بكل قوّته التعبيرية المباشِرة والكامنة وبلاغته وسحرِ إلقائه القصائد التي تطوّرت فنياً بروح...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم