الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

إلى الشارع مع مهرجان البستان!

المصدر: "النهار"
هنادي الديري
هنادي الديري https://twitter.com/Hanadieldiri
مهرجان البستان على عين المريسة (نبيل اسماعيل).
مهرجان البستان على عين المريسة (نبيل اسماعيل).
A+ A-
هذه الأيام الذهبيّة السعيدة تعود بهدوء خطوة فأخرى لكي لا تُربكنا. تُحضّرنا لمواسم العيد "يالّلي موعودين فيها"، والأولاد يلعبون بتهوّر مُحبب يمنعهم من السقوط من على الأريكة الضيّقة التي بات العالم بأسره يتقاسمها. الطقس جميل بشمسه المُطَمئِنة ونسمة البرد الهاربة التي تودّعنا، و"يا رايح كتّر القبايح".
 
عين المريسة تستقبل "الرايح والجايي" وإغراء الأماكن البعيدة يضمحل بوجود هذا العدد الهائل من الذين هربوا من الجدران التي باتت تُشاطرنا الأوهام، "طرفة هنا وأخرى هناك". الأماكن البعيدة بجمالها الجاف لا يُمكنها أن تأخذ مكان هذا المشهد البيروتيّ الآسر المُتجسّد بأجساد صغيرة وأخرى غضّة أو مُتعبة تتلحّف السماء الحائرة ما بين الغضب والصفاء. ثرثرات جديّة ترتكز على "الجارة المُتصابية" في الطبقة الخامسة في المبنى القديم، وشباب يلعبون بالكرة، و"كبار" يأكلون الحلوى أو يتأملون جراحهم بصمت جذاب على المقاعد أو خلف "الدرابزين" الذي يطل على بحر بيروت الحبيبة.
 
(نبيل إسماعيل)
 
يمشون الهوينا على الكورنيش البحريّ، يصطادون "رزقة اليوم"، يشكون همّهم و"يُفضفضون".
 
 
"الهربانين ع مد النظر"، والشمس التي ترتدي نسمة الهواء الباردة حتى الصقيع تستقبل ضمن فعاليّات مهرجان البستان الدولي للفنون، الإيطالي ماريو ستيفانو بييترودارتشي وخُماسيّة الأكاديميّة الملكيّة في لندن ليكون للكورنيش لحظة ثقافة هاربة. ها قد تجمّع العشرات حول هؤلاء النبلاء بتواضعهم الأنيس ومواهبهم الأنيقة بصخبها.
 
(نبيل إسماعيل)

كورنيش عين المريسة يتحوّل لحظة فأخرى مسرحاً جوالاً يستقبل الموسيقى الراقية والفرحة وعشاق الحريّة والشمس التي ترتدي نسمة الصقيع الهاربة.
دائرة لا يُستهان بحجمها تُطوّق "الزوّار" الذين يعزفون بعض أحلام فوق خيباتنا المُتتالية. وهي مؤلفة من الكبار الذين يحاولون إستعادة بعض ومضات من الصبا، والصغار بأجسادهم التي لم تتعرّف بعد إلى التعب ولم تنحنِ بعد تحيّة للوقت الذي يمرّ بدون استئذان.
 
(نبيل إسماعيل)

يُصفقون، يلتقطون الصور ويُسقطون الفيديوات على مواقع التواصل الاجتماعي، يضحكون، يجلسون أرضاً، يختارون بعض الكرّاسات من على الطاولة التي وُضعت في تصرّفهم ليتعرّفوا إلى برنامج هذا العام بعنوانه Reconnect. والدائرة تتسع والبعض يختار الوقوف في الخلف "ليتساير" مع أعضاء لجنة المهرجان. وها هي جويس الخوري السوبرانو الكنديّة اللبنانيّة التي إفتتحت المهرجان تضحك بفرح وتُصفق لهذا المشهد البيروتي. وها هو جيانلوكا مارتشيانو المدير الفني في المهرجان يُدردش مع الأصدقاء. والأولاد يقتربون من هذه الدائرة بحجمها الكبير ويُحاولون إقتحامها ليشهدوا على الفرح وليُشاركوا الأنغام السعيدة رقصتها على الكورنيش.
 
(نبيل إسماعيل)

 وماريو ستيفانو بييترودارتشي بدأ في التاسعة التعلّم على آلة الأكورديون لينتقل بعدها إلى الباندونيون حائزاً بفضلها عبر السنوات عشرات الجوائز العالميّة. وقد وضع ابتسامته المُشرقة وشخصيّته المُنفتحة في تصرّف الذين طلبوا صورة من "هون" وفيديو من هناك بعد انتهاء الحفلة التي تندرج ضمن "حدث الشارع" وتحمل عنوان Piazzolla In The Street (استراحة في الشارع). وأعضاء (الخُماسيّة) ينالون حصّتهم أيضاً من الإعجاب. يضحكون عندما يضع البعض الذراع حولهم لدى التقاط الصور. "آه! نعم، لقد سمعنا إنكم تحبون اللمس وتعبرون عن المحبة بطلاقة ورشاقة هههه!".
 
(نبيل إسماعيل)

وعاش الموسيقيون لحظات بيروتيّة "قحّة" بفضل المهرجان وزاروا المتحف الوطني ومعالم المدينة وقاموا بجولات في باص كبير وتناولوا المأكولات اللبنانية الشهيّة في مطعم بيروتي يطل على البحر، وإلتقطوا الصور مقابل صخرة الروشة.
 
 
وحضرت السيّدة ميرنا البستاني حدث الشارع الرائع هذا الذي هو الأول من نوعه ونأمل أن يتحوّل الخفقان الناري الذي يُعيدنا إلى بوصلة الحياة.

"ضحك ولعب ومزح"، هي عناصر تقول للربيع الواعد بالأمل:

"يا أهلاً وسهلاً"!
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم