الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

سامي خيّاط: لو أُعطيت السلطة في لبنان لساعة واحدة!

المصدر: "النهار"
هوفيك حبشيان
Bookmark
سامي خيّاط.
سامي خيّاط.
A+ A-
تعلّم المسرحي سامي خياط، الراحل أول من أمس عن 80 عاماً، ان يضع مبادئه في خدمة الفنّ. هناك قول ساخر للفكاهي الأميركي غروشو ماركس: "هذه مبادئي وإن لم تعجبكم فلي مبادئ أخرى". عمل خياط على عكس هذا القول. عاش "لـ" مبادئه ولم يعتش "منها" أو على فتاتها، وكان المسرحي والمواطن عند خياط كتلة واحدة لا يمكن تفتيتها. أول مرة سمعتُ به كان أيام الحرب عندما كنت طفلاً. بعد ذلك شاءت الظروف ان أتعرف إليه شخصياً، وكان، على الرغم من جديته وصرامته ومهنتيه التواقة دائماً إلى الكمال، يبثّ البهجة والضحك وخفّة الدمّ أينما حلّ. على الرغم من المرض الذي تغلغل في عظامه، كان لا يزال يؤمن حتى اللحظة الأخيرة من حياته بأنه سيعتلي مجدداً خشبة المسرح التي عشقها، ولا شيء قادر على منعه من الوقوف عليها. جمعتني لقاءات عدة بهذا الفنان المتعدد الموهبة، وفي أحدها الذي جرى قبل نحو عقدين من الزمن، صارحني قائلاً بأنه لا يحب التواضع المصطنع ولا العنجهية الزائدة: "في كلّ مسرحياتي، كنتُ أركّز على نفسي، مع العلم أنه كان لديَّ فريق ممثّلين يتقاسمون الأدوار المهمّة. لكن بعد مجموعة أعمال موسيقية طويلة عريضة أشبه بالأعمال الهوليوودية من حيث التقنيات التي أتينا بها من الخارج، شعرتُ ان الوقت قد حان للتركيز على النصّ خصوصاً أنني كنت أسعى للانتقال نوعياً وشكلياً من المسرح بمفهومه الواسع إلى أماكن ترفيهية أصغر". في معظم استعراضاته، كان خياط بهلواناً مكلَّفاً إضحاك المشاهدين بكلّ عضو من أعضاء جسده النحيل، وبعض الأدوار كانت تطلب منه مجهوداً بدنياً هائلاً، فكيف كان يشعر في نهاية العرض؟ سؤال لطالما شغلني، خصوصاً اني كنت أراه بعد العرض يتصبب عرقاً، وعندما طرحته عليه، كان ردّه: "يجب الاّ تخافوا عليّ اذا ما ظهرتُ على المسرح بديناميكية متعبة. أنا لا أتعب. بعضهم قال لي "تعبنا عنك". أحياناً، أرى انني لم أقفز بما فيه الكفاية وانه كان أمامي مجال لإطلاق الديناميكية...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم