الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

على هامش فعاليات "معرض إهدن للكتاب"... نقاش حول "الإعلام اللبناني بين المَحاور" مع سامي كليب

المصدر: "النهار"
نقاش حول "الإعلام اللبناني بين المَحاور" مع سامي كليب في إهدن.
نقاش حول "الإعلام اللبناني بين المَحاور" مع سامي كليب في إهدن.
A+ A-
بدعوة من "اللقاء الثقافي زغرتا الزاوية"، وفي إطار فعاليات ونشاطات "معرض إهدن للكتاب"- الخامس عشر، أقيم نقاش بعنوان "الإعلام اللبناني بين المَحاور" مع الكاتب والإعلامي الدكتور سامي كليب في أحد المقاهي بجانب ساحة الميدان إهدن.

أدارت النقاش الاعلامية ماريا يميّن واستهلت كلامها بأنّ "الإعلام هو مرآةُ الواقع، كما هو واقعُنا يكونُ اعلامُنا. في أواخر القرن التاسع عشر، عصر النهضة اللبنانية، أنتجَ اللبنانيون صحافةً لبنانية وعربية، كانت انعكاساً لثقافتِهم ألغارفة من معارف الشرق والغرب و المتدفقة من نبعِ أرض الحرية، لبنان". وتساءلت "ماذا ننتظر من الإعلام اللبناني اليوم في ظلّ واقعنا المأزوم وهل سيظلُّ إعلامُنا قادراً أن يلعبَ دورَه كسلطةٍ رابعة تنقل الوقائع وتبحث عن الحقيقة، محافظاً على قوته في ثلاثية: كفاءةُ اعلامييه، التمويلُ الذاتي من صناعة الإعلان والإعلام، والحرية".

من جهته، شدّد كليب على "أهمية وأولوية الحرية في لبنان شرط ألّا تموت على مذبح الفوضى. ورأى ان قطاعَي الاعلام والقضاء لو تم اصلاحهما من قبل اهلهما أولاً بشفافية وجرأة، يمكن أن يشكلا الرافعة الأولى لاعادة بناء الدولة. معتبراً أن على الاعلامي أن يتمتع اولا بالاخلاق ثم بالثقافة والاحتراف، لأن قسماً لا بأس به من الإعلاميين اللبنانيين غرقوا في حروب المحاور وصاروا على لوائح الرشوة للسياسيين والاحزاب والمصارف والشركات الكبرى".

كما دعا "الزملاء الإعلاميين للبدء بثورة حقيقية لاصلاح هذا القطاع وتقوية النقابات والشروع في ورشة تدريب مجانية للشباب الإعلاميين على أصول المهنة واخلاقها بعيدا عن الطائفية والمحسوبيات التي تعزز الفتن وتقتل ما بقي من وطن".
 


ورأى كليب أنّ "الخروج من هذا التدهور لن يكون إلا في تطبيق القوانين المرعية الإجراء وتفعيل دور النقابات في مواكبة هموم وتحديات الاعلامي"، مشدّداً على دور الإعلامي في إنقاذ نفسه من الخلل الحاصل وذلك عبر تحصين نفسه وتحصيل الثقافة والتمسك بالقيم الإنسانية والأخلاق الإعلامية، متابعاً: "انا ضد قمع الاعلام والرقابة القاسية لكنني مع تدخل المراجع المعنية كما حال معظم الدول حين ينحرف برنامج ويذم ويتهم ويعرض حياة الناس للخطر، مطالباً بتطبيق القوانين مع الحفاظ على الحرية الاعلامية. وشدد على ان الصحافي يجب ان يتمتع بالحماية من قبل مؤسسات اعلامية نقابية في حال تعرضه للضغوط من قبل مؤسسته الاعلامية". داعياً الى "ضرورة اعادة النظر بالقوانين المرعية خاصة بعد بروز وسائل التواصل التي باتت مؤثرة بشكل كبير. فقد تبيّن أنّ 75 إلى 80٪؜ من الشباب في العالم ما عاد يهتم بمشاهدة وسائل الاعلام وتحوّل الى متابعة وسائل التواصل الاجتماعي".

وكانت مداخلة لوزير الإعلام زياد مكاري اعتبر فيها أنّ كليب "وضع الإصبع على الجرح"، وكشف عن خطوات عدة في سبيل معالجة "تفشي الفوضى في مجال شبكات التواصل الإجتماعي" مثنياً على "حضوره المقرّب وسلوكه الراقي والمحبوب".

وأكد مكاري على أهمية ما طرحه كليب لتماهيه مع المشروع الذي تعمل عليه وزارة الإعلام عارضاً عليه التواصل والتعاون للوصول الى الاهداف المبتغاة.

كما دار نقاش بين كليب والحضور أعرب في خلاله عن سلسلة أفكار أبرزها: عن واقع الثورة في سوريا "ليس كل ثائر خائن وليس كل موالي وطني"، مشيراً إلى أنّ قبل كل إطلالة رغم الخبرة الطويلة يحضّر المادة ويستعيد الأفكار ويدوّن الملاحظات، متوقّفاً عند ظاهرة الإعلامي الذي "يمدح ويقدح" والإعلامي التابع "الإعلاميون الأبواق" والإعلامي الذي يدّعي ما لا يملك "فيتحول إلى خبير دولي وجنائي"، مشيداً بالنضال الإعلامي اللبناني الذي قدّم الشهداء من"أهل الفكر والحرية من سليم اللوزي إلى جبران تويني".
 

وفي الختام شكرت يمّين الضيف "المتّكئ على انتاجٍ ضخم. ثقافته زاده والإنفتاح دربه. المقيمُ بين ضميره الإعلامي وضمير القلب فكرّس حالةً نادرة تجمعُ بين الموضوعية والإلتزام، اسمُها سامي كليب".

كما شكرت القيمين على "اللقاء الثقافي" لإصرارهم على العمل الثقافي وإقامة معرض للكتاب في إهدن، وقد وصفه رامي يمّين كاتباً: "هو تصريحٌ من أجسادنا الخائفة معظمَ الوقت بأنّه ممكن للحياة أن تكونَ جميلة. ممكن لنا أن نعيشَ في مجتمعٍ ينفلُش فيه الكتاب في الساحات العامة".

ووُجِّهت تحية لمنسق المعرض والأنشطة نزار عاقلة قائلة: "مجتمعنا يحتاج لأمثالك الإنسان المؤمن بالعمل النوعي والمؤسساتي".

ثمّ وقّع كليب كتبه في معرض الكتاب بمشاركة عدد من القرّاء بينهم من سوريا واليمن.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم