الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

الحرثُ في المشقّة

المصدر: "النهار"
سمير عطالله
سمير عطالله
Bookmark
علم لبنان (تعبيرية).
علم لبنان (تعبيرية).
A+ A-
مع وفاة حارث البستاني، تغلق المدرسة اللبنانية واحداً من آخر أبوابها الذهبية. ولكن ما هي المدرسة اللبنانية؟ إنها تعبير رومانسي غير علمي يضم مجموعة من الأحلام، والأفكار المتناثرة، وبقايا متضاربة من التاريخ القديم، أخفق أصحابها في جعله قابلاً للحياة. البعض منحها بُعداً فينيقياً، وجعلها في عزّ الجبال، بينما بقيت فينيقيا نفسها، على الشواطىء ما بين صور وأرواد. حاول فريقٌ ثالث أن يبعد عنها الصفة المارونية، أو الجوهر الطائفي، لعلها تنفعه في التهرب أيضاً من شرايين العروبة. وثمة تجارب ومخاضات أخرى. غير ان مصطلح المدرسة اللبنانية ظل متداولاً بين الناس عند الإشارة الى جماعاتٍ أو مجموعاتٍ، تتميز أو تختلف - وفقاً لمشاعر الرائي - بعناصر محددة، منها الإنفتاح على الغرب، والأخذ بمنهجيته في العلم والحياة. الغرب يعني هنا، حكماً، المسيحية، مع اختلاف التقاسيم، كالفارق مثلاً، بين الأرثوذكسية، والكاثوليكية، والبروتستانتية. ومثل كل الأقليات في العالم كان لهذه الفرق إمتدادٌ خارجي، يتخفّى أحياناً تحت ظلالٍ رعويةٍ، وأحياناً يشهر تحت تحت عنوان "الحماية"، كما حدث أيام النفوذ الروسي، والفرنسي، والبريطاني، والنمسوي. وقد اختلف حجم هذا النفوذ باختلاف المراحل، والمصالح والإمدادات الاستعمارية. عرفت المدرسة اللبنانية أوجها خلال الانتداب الفرنسي، حيث انتشرت...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم