اغتيال العاروري في الضاحية: الدلالات والأبعاد المرتقبة
04-01-2024 | 00:15
المصدر: "النهار"
تنطبق مندرجات وأحداث قصة الروائي العالمي غابرييل ماركيز "قصة موت معلن" بدرجة كبيرة على تفاصيل عملية اغتيال القيادي في حركة "حماس" صالح العاروري. فالرجل المتخصص في علم الاصول والعقائد الاسلامية اعتلمته القيادة الاسرائيلية منذ أكثر من نصف عام كهدف مباشر لجهازها المخابراتي. وورد ذلك على لسان رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، وردّده من بعده قادة أساسيون في المنظومة العسكرية والامنية في تل أبيب، فضلاً عن الجائزة المالية المغرية والسخية التي وضعتها الادارة الاميركية ثمناً لقطع رأسه وإنهاء "شرّه المستطير". وبناء على هذه الوقائع يمكن الاستنتاج ان اسرائيل حققت عبر اغتيالها للعاروري المعروف بلقب الشيخ هدفين ثمينين بضربة حجر واحد.فهي أولاً أنجزت وعيدها ووفت بتهديدها وأكدت ان يدها الامنية طويلة ولا هدف يستعصي عليها. وهي في الوقت عينه ألقت قفاز التحدي في وجه "حزب الله" عندما قتلت الحليف الصادق له، المفترض انه تحت عباءة حمايته وانه ضيفه في عرينه، فصار مباشرة تحت أنظار السائلين عن طبيعة الرد وحجم العقاب للجريمة المدوية.عندما جاهر نتنياهو قبل أشهر بصراحة مطلقة ان العاروري قد أُدرِج في بنك اهدافه موحياً بان "اصطياده" بات مسألة وقت ليس إلا، تعمَّد إعلام الحزب يومها توزيع صورتين: الاولى تجمع الرجل - الهدف مع الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله، والثانية تُظهر العاروري وقد ارتدى ثوب الميدان المرقط وهو جالس الى طاولة يدوّن.كان ذلك الفعل الإعلامي بمثابة رد عاجل ومباشر بالصورة والرمز على التهديد الاسرائيلي المكشوف، مردفاً ذلك بكلام أطلقه...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول