بين أَسوإِ ما يطالعنا في هذا الزمن اللبناني المختلِط فيه كلُّ ما فيه: الدمجُ بين الدولة والوطن. ومنه قول بعض السياسيين: "لبنان وطنٌ صغير". هذا تجديف على ماهية لبنان. فالوطن هو شعبُه وتراثُه على أَرضه وفي العالم وليس محصورًا في حدوده الجغرافية. والدولة هي السُلطة الممتدة على أَرض لبنان لا شبر واحدًا خارجها. من هنا أَن لبنان "دولة صغيرة" وليس وطنًا صغيرًا، وهذا لا يضيره لأَن في العالم دُوَلًا كثيرة ضئيلة الحدود، بينما لبنان الوطن لا حدود له لأَن اللبنانيين في العالم ساطعون تحت كل سماء من دول العالم.من هذا الخلْط أَيضًا: الدمجُ بين الهُوية والمواطنية. هذه إِهانةٌ للهُوية واستهانةٌ بالمواطنية. الهُوية هي إِرثُ الوطن، تحمله الأَجيال حقبة بعد حقبة، ولا تعني سوى أَهل الوطن على أَرضه وفي العالم. المواطنية هي حمْل تذكرة الهُوية (لا...

ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول