السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

في لبنان "ما حدا أحسن من حدا"

المصدر: "النهار"
سركيس نعوم
سركيس نعوم
Bookmark
جدار العزل محيط مجلس النواب (تعبيرية - نبيل إسماعيل).
جدار العزل محيط مجلس النواب (تعبيرية - نبيل إسماعيل).
A+ A-
التنظيمات والأحزاب اللبنانية وخصوصاً التي منها صارت ممثلة فعلية للأديان في لبنان بل للطوائف والمذاهب داخل كل منها تتشابه في الكثير من تصرفاتها وأعمالها وإنتماءاتها وحتى أهدافها النهائية، رغم الحروب العسكرية التي قامت بينها بين عامي 1975 و1990 وتحوّلها حروباً سياسية في أثناء "مساعدة سوريا الأسد" اللبنانيين على تطبيق اتفاق الطائف، ورغم نمو احتمال عودة العنف والعسكرة والفوضى الى دولة لبنان بعد فشلها وانقسامها وافتقارها وانكشاف شعوبها ومن يمثلها من أحزاب وقيادات وزعامات ورجال دين. الأدلة التي تؤكد ذلك كثيرة وخوض "الموقف هذا النهار" فيها لا يرمي الى الانحياز الى جهة أو جهات عدّة أو الى استهداف جهة أو جهات أخرى، بل يرمي الى دفع اللبنانيين الى التبصّر والتعقّل كي لا يعودوا الى الحروب والاقتتال وإن بصيغ مختلفة عن حروب القرن الماضي. طبعاً لا يسمح حجم هذه الزاوية في "النهار" بحث واسع وشامل وليست هذه مهمتها. لذا فإن الاكتفاء بمقارنات بين الجهات الأساسية الحاكمة البلاد حالياً أو في الماضي تحقّق الهدف وهو إقناع اللبنانيين على تنوّع انتماءاتهم الطائفية والدينية والحزبية أنهم متشابهون في أمور كثيرة رغم ادعاء كل منهم أنه الأفضل، وأن الآخرين من أعداء وأخصام وحتى حلفاء لا تجوز مقارنتهم به.أول مثال على ذلك هو الحروب "الأهلية" التي نشبت داخل كل طائفة بل كل مذهب من أجل امتلاك سلطة أو مشاركة في سلطة وإن بذريعة "رسمية" هي حماية أبنائها من طغيان شعب آخر داخل بلادهم، أو من أجل إخراج محتل لجزء من لبنان كان دائماً عدواً تاريخياً له مثل إسرائيل، وكان أحياناً شقيقاً لكن طامعاً بتوسيع مساحة نفوذ بلاده إقليمياً وربما جغرافياً. هنا يجب عدم تجاهل أن السلطة كانت أيضاً في مقدمة أسباب الحروب المُشار إليها. فـ"حزب الله" وحركة "أمل" شكّلا ثنائية تمثل غالبية كبيرة من شيعة لبنان منذ خروج سوريا العسكري والسياسي وليس الأمني من لبنان عام 2005 بقرار دولي واضح بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري، جرّاء الشك الداخلي الجزئي والدولي الغربي في مسؤوليتها عن ذلك العمل. لكن الإثنين الشقيقين تقاتلا منذ عام 1987 ولمدة طويلة...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم