الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

رحيل هنري بولاد الراهب اليسوعي: قوّته في تخطي حدود المألوف وفكره الرحب

المصدر: "النهار"
غسان حجار
غسان حجار @ghassanhajjar
Bookmark
هنري بولاد.
هنري بولاد.
A+ A-
يتميز الآباء اليسوعيون غالبا بسعة معرفتهم وطريقتهم المتقنة بالعمل الصامت والابتعاد عن الصخب والضجيج، لذا بات وسم كل ناشط عامل بصمت بالـ"يسوعي" او بالاحرى "جيزويتي" ينطلق من مديح ليبلغ حدّ الشتيمة بوصفه خبيثاً لا يشارك مَن حوله بأفكاره، بل إنه يعتمد الرد على السؤال بسؤال مقابل. والواقع ان اليسوعيين يتعلمون الاصغاء والصمت اكثر من غيرهم، وهو ما يدفعهم الى قلة الكلام والمشاركة، خصوصا انهم خبروا الاضطهاد والمنع والحرم الكنسي لمدة من الزمن، وصمدوا رهبانا وسط المجتمع من دون ان يعلنوا هويتهم الى ان استعادوا شرعيتهم. وهذا الامر انعكس على تنشئتهم، واستمر مؤثراً في حياتهم. لكن الآباء اليسوعيين تميزوا دوماً بعلومهم وفلسفتهم، وكانت لهم أفضال على معظم علوم اللغة العربية في منطقتنا، وقد أثروا لغة الضاد بأعمال كبيرة تؤرّخها الاجيال، إنْ عبر جامعتهم اليسوعية وأبحاثهم في شتى انواع العلوم، أو عبر دار المشرق ومكتبتهم الشرقية، والمطابع، ومراكز الخدمات ومؤسسات اخرى على امتداد العالم العربي. الاربعاء، رحل واحد من علماء الشرق وفلاسفته، هو الأب هنري بولاد اليسوعي الذي تعرّفت عليه من كتاباته، ولم تتسنّ لي معرفته الشخصية، لانه امضى اكثر من خمسين سنة من رسالته في مصر. كان ثائرا الى حد كبير في كتاباته، من دون ان يخرج عن العقيدة الكاثوليكية، لكنه اعتمد قراءات وتفسيرات اكثر حداثة. ولا اعلم ما اذا كان من ضمن المصنّفين "لاهوتيي التحرر"، لأنني لم اطّلع على تجربتهم كفاية. لكن كتابات الأب بولاد كانت تحرّض على الانعتاق من الافكار الجامدة والتقاليد المتوارثة، والبالية، وتدعو الى فهم عصري للاديان، والجمع ما بين العلوم الدينية وتلك العقلية المعرفية العلمية، فلم يجد يوما تناقضا ما بين دين ودنيا....
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم