أيّ رسالة سياسية حملتها زيارة وزير "حزب الله" لبكركي؟

كان وزير الأشغال العامة في حكومة تصريف الأعمال علي حمية دقيقاً عندما أفصح عن الأبعاد الكامنة في زيارته المفاجئة لبكركي أول من أمس، إذ صرّح على منبرها بأنه "ليس موفداً رسمياً من "حزب الله" إليها وأنه لا يحمل رسالة الى سيّدها ولكن الزيارة هي من حيث الشكل رسالة بحدّ ذاتها".والثابت أن الوزير حميّة التكنوقراطي ليس مؤهّلاً لأن يكون هو صندوق البريد السياسي الى الصرح البطريركي بناءً على اعتبارات عدة أبرزها أن ثمة قنوات اتصال معلنة ومحجوبة في آن واحد مكلفة بهذه المهمّة البالغة الحساسية في هذه المرحلة المفصلية الدقيقة، فضلاً عن أن العلاقة بين الجانبين هي عبارة عن ملفّ متراكم على درجة عالية من التعقيد والتشعّب، لذا فإن مقاربته تحتاج حكماً الى موفد (أو موفدين) أعلى من مستوى وزير ولو أنه لا يرقى الشك الى قدراته العلمية والتقنية في ميدانه.ومع هذا الاعتبار لا يمكن التبصّر في أعماق هذه الزيارة التي استحالت حدثاً إعلامياً وسياسياً، من دون ربطها بمقدّمات حدثت أو ما انفكت في ظهر الغيب.قبل ما يزيد عن عام كان آخر لقاء رسمي ومكشوف بين الحزب والبطريركية المارونية عندما زار وفد لجنة الحزب المكلفة بمهمّة الاتصال، الصرح واجتمع لساعات مع اللجنة المسمّاة لهذه المهمة من جانب الصرح. وحينها كما صار معلوماً أتى ذاك اللقاء اليتيم على خلفية تصعيد في المواقف والخطاب من جانب...