الأحد - 05 أيار 2024

إعلان

من كان منكم بلا خطيئة فليرجمهم بحجر

المصدر: النهار
سركيس نعوم
سركيس نعوم
Bookmark
النهار
النهار
A+ A-
الاستنسابية في فتح الملفات الدسمة أمام السلطة القضائية لا تحل مشكلة الفساد في لبنان، ولا تبريء أصحاب القرار السياسي الرسمي في البلاد وحلفاءهم في المنظومة السياسية المتنوّعة الحاكمة البلاد فعلياً من محاباة جهات أخرى فاسدة ومن حمايتها بعدم الإيعاز الى السلطات المعنية من أمنية وقضائية بفتح ملفاتها. فضلاً عن أنها قد تدفع الشعوب اللبنانية المتناقضة في ولاءاتها السياسية والطائفية والمذهبية والحزبية وحتى الإقليمية والدولية التي لم تنتهي الحروب في ما بينها فعلياً رغم انتهائها عسكرياً عام 1990 الى وضع لبنان على شفير حرب أهلية جديدة أو الى جعله إحدى أهم ساحات الانفجار الاقليمي الكبير الذي يروّج له الكثيرون في الداخل والخارج، والذي يعتقد كلٌ من هذه الشعوب أن نتيجته ستكون في مصلحته وعلى حساب مصالح شقيقاته. وهو اعتقاد واهم يدلّ أولاً وأخيراً على أن اللبنانيين لم يتعلموا شيئاً من تجارب حرب الـ75 – 90 وما بعدها، ولم يدرسوا جدّياً الأسباب التي أدت اليها في لبنان ما قبل الحرب، وتالياً لم يصلوا الى النتيجة التي كان يجب أن يصلوا إليها وهي أن وحدتهم تحميهم كلهم ومعهم الوطن والكيان والدولة والمواطنة والحقوق والمساواة والعدالة. في حين أن الخارج الشقيق طائفياً أو مذهبياً أو قومياً كما الخارج المختلف دينياً وقومياً سواء كان من أصحاب القامات الكبيرة دولياً وإقليمياً فإن معاملته للشعوب كلها إذا انتصر ستكون متساويةٍ بظلمها ولا عدالتها، وباستخدامها كلها أدوات لحماية مصالحها أو للقتال عنها في المنطقة إذا دعت الحاجة الى ذلك. النتيجة المنطقية إذا وصل اللبنانيون الى هذا النوع من الوعي والإدراك اليوم وهم في الأزمة الوجودية الأكبر...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم