السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

بانتخاب "رئيس" قبل "الموعد" يتجنَّب لبنان فراغاً شاملاً

المصدر: "النهار"
سركيس نعوم
سركيس نعوم
Bookmark
اشتعال الشارع (تعبيرية- حسن عسل).
اشتعال الشارع (تعبيرية- حسن عسل).
A+ A-
صار اللبنانيّون مُقتنعين بأنّ الصيغة والنظام اللبنانيّين قد أسلما الروح وإن لم تعترف المنظومة السياسيّة المُتنوِّعة بذلك. فهي لا تزال تُراهن على أعجوبة ما تُعيدهما إلى الحياة وتُفسح أمامها في مجال الاستمرار في الحكم بل في استغلاله لتحصيل المكاسب وتكديس الثروات بطُرق مخالفة للقوانين الوضعيّة كما للقوانين الإلهيّة. وصاروا مُهيّئين عمليّاً لتقبُّل اجتماع زعمائهم أي قادة الطوائف والمذاهب والأحزاب والقبائل وإن برعاية أجنبيّة من دونها لا أمل في اجتماعهم، وذلك بهدف التفاهم على صيغة ونظامٍ جديدين للبلاد. قد يكون من الأفضل أن يأتي هؤلاء إلى اجتماعٍ من هذا النوع مُستعدّين لتقويم مسيرة لبنان الدولة منذ استقلالها حتّى اليوم، ولتحديد الأسباب التي جعلتها تُواجه تحدّيات سياسيّة وأمنيّة وعسكريّة داخليّة وخارجيّة في آن، ثمّ الانطلاق من ذلك إلى البحث الجدّي عن صيغة ونظام يجمعانهم ومن يُمثّلونهم في دولة واحدة قابلة للحياة.لكنّ ذلك وحده لا يكفي لإنقاذ لبنان هذا على افتراض حسن النيّة عند الزعماء المُشار إليهم أعلاه وهو ما ليس ثابتاً حتّى الآن. إذ يحتاج إلى عاملين داخلي وخارجي كي يبدأ وتالياً كي يُحقِّق النتائج المرجوّة منه. العامل الداخلي هو تحديد اللبنانيّين خياراتهم إذ السؤال الذي يطرح نفسه هو هل تُريد شعوبهم دولة واحدة مختلفة عن الدولة التي قتلوها والتي يدفنوها الآن؟ هل يُريدون دولة علمانيّة ولا نقول مدنيّة لأنّ في الأخيرة تبقى بذور الاختلاف الدينيّ والمذهبيّ حيَّة وقابلة لتعطيل الدولة الجديدة؟ هل يُريدون دولة لامركزيّة هي عمليّاً فيديراليّة لاقتناعهم بأنّ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم